الأمر لم يكن سهلاً أبداً
أن تصيرَ مهووساً
بكائناتٍ لن تلتقي بها مجدداً
وذكريات سوفَ تزولُ لا محالة،
أنْ تفكّرَ
أنك في النهايةِ لستَ سوى حجرٍ
تسدُّ مَدْخلَ الريحِ،
وتغرقُ كأيِّ حجرٍ آخرَ في تعويذةِ نهرٍ عاديّ_
رغم ذلك،
ما زلتَ تستطيعُ الإمساكَ بتلك الرائحةِ الخفيفةِ
التي تنسلُّ إلى حلمِكَ
حاملةً إليهِ كلّ ما اعتدتَّ الهروبَ منه.
والآن.. أنتَ تحلمُ بما لا تريدُ،
ثمّ تتفتّحُ في رأسٍ أخرى
تحلمُ بكَ
تحلمُ بما لا تريدُ أيضاً،
ويفضي بكما الأمرُ
إلى نقطةٍ فارغةٍ من الغابةِ
حيث تخلعُ النمورُ جُلودَها
والطيورُ نبوءاتِها
والطرقاتُ عشبَها القاسي
وتتلاشى
هكذا دون مقدمات،
حتى يصبحَ المشهدُ ملحميّاً أكثرَ
حينَ يخرجُ الحجرُ ذاتُهُ
فجأةً من الرّمادِ المطلقِ
مقتحماً الحلمَ
والغابةَ
والصمتَ
ويُنْهي كلّ شيء،
ينهي ما يبدو كأنه لم يبتدئْ أصلاً
يمحو ذاك الخطّ الأفقيَّ الطارئَ
من صفحةٍ بيضاء،
ويستمرُّ في التدحرج بعيداً
بلا أثرٍ ولا ضجيجْ _