أخرجُ من صورتي كل ليلة
من صلبِ الجدار
من المكانِ المخصص لمسمارٍ حاد
يبالغ بقدرتهِ على الوخز
من اطارِ اللوحة
من الورقِ المضاد للبلل
المقاوم للملح
أخرجُ من الذاكرة المعطوبة
من الدمعة المؤقتة
من المشهد المثبت في الركنِ
من تاريخِ الصلاحية لإسمي الفاسد
أخرجُ متنكراً بزي الأحياء
بضحكةِ الأحياء
بوحدتهم
بقدرتِهم على الموت
بعجزهم عن الحياة..
أخرجُ من صورتي
بأقدامٍ من وهم
ويدين من عدم
..
أخرج من صورتي
كما يخرجُ الندمُ من بين الأصابعِ والشفتين
كما يخرجُ العرق
من الوجهِ الشاحب ومن مسامِ الجلدِ الواسعة
أخرجُ بصعوبة
كما يخرج التاريخ من الكتاب المغلقِ
على أزمنته
..
أخرج من صورتي
ولا أعرف إلى أين..
نُشرت هذه المادة في العدد 14 من مجلة 28 – لقراءة كامل العدد وتحميله