بعد عشرين سنة
بعد عشرين سنة
العودة للديار ليست دائما ممتعة
لن يتعرف عليك أحد
حتى الكلاب تعوي عليك وتشد على أنيابها
سيرونك قميئا ومتعجرفا وغريبا
ستراهم فضوليين منغلقين لا يتطورون
البشر مشغولون بترميم أنفسهم على الجانبين
ستكون كبغل عجوز مهجور خارج سور مقبرة، بالكاد تستطيع مضغ اﻷعشاب الجافة.
العالم سينتظرني دائما
العالم سينتظرني دائما
أنام طويلا
أحيا موزع العواطف والمشاعر
أناوش أشباحا غاضبة
أخطر اﻷحاسيس تأتيني حين أكون وحيدا ولا رغبة لك بمواجهتها
أعيش بين كومة خرائط لبلدان وبحار ميتة
لا أعرف أية خريطة أستخدم
لذلك بقيت مكاني تخنقني أحاسيس أنا اخترعها وأنا أنهيها.
في داخلي أيضاً كنت أحفر
رموا في وجهي مجارفاً وفؤوساً
أمروني بأن أحفر
غابوا دون أن يقولوا لي أين أحفر بالضبط
ولماذا، ولا عن ماذا سأبحث
بدأت الحفر
تحت السرير، في الحديقة، في الشارع، في الساحات، في كل مكان
في داخلي أيضاً كنت أحفر
ولا أزال أحفر
مجارفٌ كثيرةٌ سوداء تلوح في وجه العالم
وأوامر غامضة بالحفر ولا نعثر على شيء.
نُشرت هذه المادة في العدد 14 من مجلة 28 – لقراءة كامل العدد وتحميله