في تعنّينا ونحنُ نحفرُ أحشاءنا، حيث يتجمّع لحمنا تحت أظافرنا،
في نهوضنا عطشى، أفواهنا ملوحة قيعان البحيرات الجافّة
بعد أن سكبنا منّا أكثر ممّا يمكن للقيظِ احتماله،
في الأقبية الّتي نحتجز أيدينا فيها، نمنعُ عنها ملامسةَ المقابض خشية الأبواب المُشرعة،
في الإماتة الّتي نملؤها بنا، نلقيها في المراحيض بعد أن نُحْكِمَ ربط الكيس،
في اللحم المنسيّ في الثلّاجة المُطفأة، بعد مغادرة المكان إلى الجهة الخاطئة، نتعفّن بينما حياةٌ أخرى تحصل فينا،
في الضجيج الّذي في آذاننا، رغم صمت الشوارع قبيل رنين المنبّهات، وليالي القرى الّتي لا تعرفُ أسلاك الكهرباء.. نكونُ قد بدأنا نتساءل،
بيننا، بين أنفسنا، بينَ المُمْكِنينَ، في ما نتذكّره من أحلامنا، في أحاديثنا العابرة، في أحاديثنا المخطّط لها مسبقًا،
عن ذلك الشيء الحقير الّذي يمنعنا عمّا ندّعي أنّه أجمل ما يُمكننا وأكثر ما نشتهي،
عن فتح شرنقاتنا لنُخْرِجَ أطرافنا،
بعد أن ننجزَ مهمّة الحرير
عن أن نحكي ما نريد أن نحكيه
كي نتحرّر – ولو قليلًا – من شروط الجاذبيّة
وإن ضمن الغلاف الجوّيّ
المثقوب.