مقطوعةٌ رقيقةٌ يُغطيها صوت الريحِ، تُشبهُ صوت أوتارِ الكمنجات، آتِيةٌ من مكانٍ بعيد. نقرات بيانو تسحبُني إلى مسرحٍ عتيق، كُتبت على جدرانهِ نوتاتٌ موسيقيةٌ مهمّشة، وقصائدُ عشقٍ مهمَلة، كانت مُعلقّةً على جدرانهِ صورة امرأة جدائلها طويلةٌ سوداء، ولون البنّ في عينيها. كان على خشبةِ المسرح صُندوقٌ رُسمت عليه نجومٌ ومجرّات، في أحشائهِ دفترٌ قديمٌ شبهُ ممزّق، بين ثنايا صفحاتهِ وردةٌ ذابلةٌ من الجوريّ الأحمر، كُتب على غلافه “نَجمة ڤنزويلا”، وفي الصفحة التي وُجدت بداخلها الجوريّة كُتب فيها: “عاشقة رائحةُ الغناء والوقوف على أرض المسرح، تُشرق شفاهُها بابتسامة عند سماع الآلات الموسيقية، ونظرات الحُب تملأُ أعين جمهورها، غناؤها للقصائد القبّانية، تصفيقهم الحميم بعد أن تنتهي، تُغادر المسرح ويتدلى طرف ثوبها الطويل البنفسجيّ، وترسمُ النوتات الزرقاء على جدران المسرح وتُلحّنها، بعد ذلك تخطُّ القصائد التي غنّتها”. في هذا المسرح وُلد الحب، وما زالت تُشتمُّ فيهِ رائحةُ ذكريات.
- نُشِر هذا النص في العدد المزدوج [ التاسع والعاشر ] من المجلة