«أنا لم اختر الفن التشكيلي بل هو الذي اختارني لأترجم وأُعبر عن ذاتي وذات الآخرين في رسومات من الواقع الغزّي الذي نعيشه، مشاهد الانتفاضة، وظلم الاحتلال، ومشاهد يومية لجرائم الإحتلال الإسرائيلي.»
– الفنان التشكيلي والمخرج محمد حرب
كانت بدايتي كبداية أي فنان يبحث عن تفاصيل ومعالم مجهولة مخزونة في عقله الباطن، ومجرد خربشات عفوية تلاحقها يدي سواء على الورق أو الجدران، وكانت عيني هي النافذة التي أرى بها العالم، حيث كان بداياتي عبارة عن تجارب عفوية بألوان وخطوط ساذجة، وقد شعرت باهتمام وتشجيع الأهل في تلك الفترة ولكن كان التشجيع الذاتي والهاجس الذي كان ينتابني لتطوير ذاتي اكبر من كل شيء.
كيف تتناول الموضوعات في لوحاتك..؟
تناولي للموضوعات في لوحاتي يكون عادةً حسب الأحداث التي أتأثر بها بشكل مباشر، كُل مرحلة من حياتي تحمل موضوعها وقضيتها، ومثلي مثل أي فنان أتأثر بالقضايا المجتمعية التي يعيشها الناس في مجتمعاتنا العربية بشكل عام وداخل قطاع غزة بشكل خاص، وأود أن أُشير إلى أن أكثر المواضيع في أعمالي هو موضوع المرأة، والذي عملت على البحث والتجريب والإنتاج فيه لمدة تجاوزت الخمس سنوات.
حدثنا عن مشاركاتك الفنية.
منذ بداية تجربتي وحتى اللحظة شاركت في الكثير من المعارض الفنية داخل قطاع غزة وخارجه على المستوى المحلي والعالمي، وهُنا أود أن أُشير إلى أهم المعارض التي مثلت مشاركتي فيها اضافة مميزة: معرض « إبداعات تشكيلية» في قاعة جامعة النجاح الوطنية – نابلس، معرض «ملامح لم تكتمل» في قرية زهرة المدائن –غزة، معرض»حوار في الذاكرة» في مركز السلام –بيت لحم، معرض»عيبـال» في مؤسسة عبد المحسن القطان-رام الله، ومعرض «غزة سيرة ذاتية».
كيف ترى العلاقة بين الجمهور ولوحاتك الفنية هل تجدها واضحة وهل الفنون أعمل من مستوى الوضوح؟
هناك فجوة حقيقية بين العمل الفني والجمهور، بدأت هذه الفجوة تَخف نسبياً مع السنوات الأخيرة وأصبح هناك اهتمام بالفن واللوحة الفنية في غزة، وبالتأكيد تبقى الفنون بحاجة إلى ثقافة وإدراك وتذوق وتبقى أعل من مستوى الوضوح في بعض الأحيان.
كيف دخلت إلى عالم صناعة الأفلام، وما هي انجازاتك في هذه التجربة؟
اقتنيت كاميرا وأنا في سن الرابعة عشر، كُنت وقتها أصور الناس والشوارع، ومنذ ذلك الوقت شعرت أن عيني مرتبطة بكاميرا تلتقط المشهد وتوثقه. وكانت أول تجربة لي بصناعة فيلم فيديو أرت بعنوان «جدل»، وفي السنوات الأخيرة تحديداً كنت محظوظاً أكثر في هذا المجال حيث شاركت في الكثير من عروض الأفلام والمهرجانات المحلية والدولية وحصلت على عدة جوائز منها.
المشاركة في مهرجان الأرض الرابع عشر للأفلام الوثائقية في ايطاليا بفيلم نفق الموت. 2017
المشاركة في المهرجان الدولي للفنون البصرية « Magmart in Teheran!» في طهران. 2017
تنظيم وعرض فيلم اطلاق فيلم «أحلام مكسورة» في المعهد الثقافي الفرنسي –غزة. 2018
المشاركة في مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة في دورته الرابعة –بيروت 2017.
المشاركة في معرض مراكش الدولي للفنون التشكيلية – مراكش 2018.
المشاركة في مهرجان الأرض للسنيما العربية – إيطاليا 2018.
المشاركة في مهرجان الدار البيضاء السنمائي الدولي للفيلم الوثائقي والروائي – الدار البيضاء 2018.
كيف ترى وضع الفنان الفلسطيني المُقيم داخل فلسطين؟
بالتأكيد الظروف السياسية والأوضاع داخل فلسطين وقطاع غزة بشكل خاص توثر على الفنان، غالبية المبدعين هنا يُعانون من ضغط الحصار والاحتلال ويتعرضون بسبب ذلك للكثير من العقبات على المستوى السياسي والاقتصادي مما يجعلها تَحِد من اتجاهاته الفنية وعملية تطّوره في تجربته، وأغلب المؤسسات الأهلية والغير أهلية مهتمة بمشاريع على المستوى الإنساني، كما أن الاهتمام ببناء الأفكار وتعزيز الطموحات الإبداعية محدود جداً، وبرغم ذلك كان للفنان التشكيلي في قطاع غزة لمسة واضحة في تطوير ملامح الحركة التشكيلية الفلسطينية، وقد رأينا أعمال لفنانين من داخل قطاع غزة تُضاهي أعمال فنانين في أُوروبا، وأود الإشارة إلى أنَّ الأداة الإلكترونية والإنترنت ساهمت في تكوين منصة إعلامية تكسر وطأة الحِصار و في تعزيز الإبداع الفلسطيني بشكل عام كأداة مقاومة للحصار والإحتلال.
وبما يخص المؤسسات الثقافية فنحن نفتقر لهذا النوع من العمل المجتمعي، نعم يوجد لدينا مؤسسة أو اثنتين في هذا الصدد لكنَّ ذلك غير كافي لتغطية احتياج الفنانيين والمبدعين.
محمد حرب مواليد العام 1979 في مدينة غزة حيث يعيش ويعمل. حصل على بكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة النجاح (2001)، وهو عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الفلسطينيين منذ العام 2003، ويعمل حالياً مخرجاً في الفضائية الفلسطينية بغزة. وقد شارك حرب بالعديد من المعارض والمهرجانات الدولية
نُشرت هذه المادة في العدد 14 من مجلة 28