هذا جيد إلى الآن، أنا حي، بيدين، وعينين، قدمين، وأصابع كثيرة، أنا حي منذ عشر دقائق، وأتنفس بشكلٍ طبيعي
لست خائفًا من شيء، والطائرات تأكل ما تبقّى من المدينة
في هذه الحرب الكثيرة علي، أفتحُ قلبي وأخبأ المدينة، ألملم خوفها، وأخبأه لا أعرف أين.
دمنا ورد،
ورد
وورد
وورد
يسير بنا إلى موتنا
مبتسمين وهادئين
كنا ثلاثة بعيدين جدًا عن مرأى الحرب، وكنا مبتسمين وذاهبين في رحلة نحو الغرب، لنرى الثلج، لولا أنّ أمهاتنا، قطعوا علينا أحلامنا، وجاؤوا إلى هنا
وكنا اثنين لو أنّ العمر كان أسرع كثيرًا، لأخذتكِ أطير شعركِ من أعلى جبلٍ، فتطير الضحكات أسرع، لكنها حرب
وكنت وحيدًا ذاهب في رحلة مدرسية لأكتشف شيئًا طفوليًا جديدًا، أعرفه وأفرح، لو أنّ العمر كان أبطأ، ولو أنّ أمي لم تكن واحدة من الأمهات الثلاثة.
عن ماذا تبحث الطائرة؟ عن إخوتي الصغار،
نحن هنا،
دمنا ورد
وورد
وورد يسير بنا
إلى موتنا
مبتسمين وفرحين
أفتحُ النافذة أخرج رأسي، المدينة عالية، وسماءها صافية، والمدينة لا تنذر بشيء، المدينة خالية، والضوء أعلى، ولا شيء يكسر صفو مزاجها سوى طائرة، وعصافير كثيرة هاربة.
ماذا سأقول لأمي بعد هذا الموت الّذي يطير كأنّه غربان كثيرة؟ هذا لا يهم، ماذا لو لم أكن موجودًا لأقل شيء ماذا لو لم تكن، ماذا سأقول للصغيرة؟
على أيّ دمٍ أخاف
دمنا ورد
وورد وورد
يسير بنا إلى موتنا
مبتسمين ومتعبين
كنا صغارًا، وكان أبي فرح بنا، كأنه يسقي ورده، سافر أبي، أخذته الريح، طيرته، وأبي يريد ورده، أبي لا يريد الحرب، يريد الورد.
ماذا سيحدث بعد كل هذا، ماذا وراء الحرب، ماذا يريد هذا الموت المُكثّف من أيامنا؟ علّقنا أحلامنا وراء الباب، وهربنا، لم نحمل معنا سوى ما لنا من عمرنا.
ماذا يحدث، وبماذا أتى العرب من الكلام بعد حروبهم؟ ماذا زاد على اللغة؟ كيف يصف الموتى موتهم؟ لم أجرّب الموت، جرّبت أسبابه ولم أمت، لأنّ الله لا يريد لأمي البكاء.