حيدر الغزالي – 14 عام
أنامُ
في حقل عينيكِ
وأستلذُ الخمر
من رصاص عينيك!
لي لوزٌ وعنبٌ وحنّون
وكحلٌ أسمر.
أُصلي في محرابكِ
وأبكي بين الشموع في الكنائس
حتى الموت!
وأرقص بين شوارعك
وأتألم تحت الشمس.
من بيتكِ القديم لي زيتون
له زيتٌ يضيء دروبنا في الفجر
في مساجدكِ نور صلاة
تحمي من ظلمة القبر!
من كنائسك شموع
نضيءُ فيها ليلنا
ونرتلُ أنشودة ورد وحبٍ.
لي حبيبتي
ولي ما ليس لهم
لي العنب ولهم الخمر
لنا الحياة هنا ولهم القبر.
بين ضلوعك أحيا ويدفنون
يقبرون ونزرع مكانهم
حدائق الحنون!
حبيبتي
لي ميراثٌ من كحلك
وعينيكِ وهواكِ
وعطركِ ونوركِ
ولي ميراثٌ من شِعركِ
وشَعركِ
ولي كأسٌ من دموعكِ
كي لا أموت
ولي رحيقٌ من نبيذٍ معتق
وعصير توت!
نتسامر فيه حتّى الليل
فننامُ تحت أوراق الشجر
في جنةٍ لنا في قصةٍ لنا
أنا آدم وحواء أنتِ
أنت تفاحة أخرى
وجنة أخرى
أنتِ ألف ذكرى وذكرى
وألف جدار يكتب عليه
خربشات الصغار.
لا يعرف الزيتون
إلا ترابك وهواك
وشمسك وشعرك
وكحلك ورقصك
ودموعك التي روت الثرى
فننبت هنا
رجالًا نساءً وأطفالًا
نغرس هنا، نعشق هنا
ندفن هنا، نبعث هنا
في أرضكِ
يا أيها الناظر بعين خوف
مع كل شهيد يزرع الزيتون
لنا من قمحنا رصاص
ولنا من عيونها
لوز وحجر نرجمهم فيه
حبيبتي
كلُّ الجنان يبابٌ
حين تعبسين
فاضحكي علَّ الربيع يحين.
- نُشِر هذا النص في العدد 13 من المجلة – انقر لقراءة العدد