أُصغي إلى الصمت. هل ثمة صمت؟ لو
نسينا اسمه، وأَرهفنا السمع إلى ما
فيه، لسمعنا أَصوات الأرواح الهائمة
في الفضاء، والصرخات التي اهتدت إلى
الكهوف الأولى. الصمت صوت تبخّر واختبأ
في الريح، وتكسّر أَصداء محفوظةً في
جِرارٍ كونيّة. لو أرهفنا السمع لسمعنا
صوتَ ارتطام التفاحة بحجر في بستان الله،
وصرخةَ هابيل الخائفةَ من دمه الأول،
وأَنينَ الشهوة الأصلي بين ذكر وأُنثى
لا يعرفان ما يفعلان، ولسمعنا تأملات
يونس في بطن الحوت، والمفاوضات السرية
بين الآلهة القدامى. ولو أرهفنا السمع
إلى ما وراء حجاب الصمت، لاستمعنا إلى
أحاديث الليل بين الأنبياء وزوجاتهم،
وإلى إيقاعات الشعر الأولى، وإلى
شكوى الأباطرة من الضجر، وإلى حوافر
خيل في حرب مجهولة الزمان والمكان، وإلى
الموسيقى المصاحبة لطقس الدعارة المقدس،
وإلى بكاء جلجامش على صاحبه أَنكيدو،
وإلى حيرة القرد حين قفز من الشجرة
إلى عرش القبيلة، وإلى الشتائم المتبادلة
بين سارة وهاجر. لو أَرهفنا السمع
إلى صوت الصمت … لصار كلامنا أَقل!(1)
«محمود درويش»
إنني أكره الصمت. أجد الصمت غير محتمل وسأقوم بأي شيء لأتفاداه. إضافة إلى كراهيتي العميقة للصمت، فإنني أعتقد أنه من المستهلك أن نطرح سؤالاً متكرراً حول صوت الصمت. ولكن، ربما لم أكن منصفة تماماً تجاه الصمت؟
في محاولة تكوين علاقة أغنى مع الصمت وفهم أوسع له، فإنني أتعامل مع هذه المقالة كمحادثة مفتوحة عن الصمت، ومعه إن أمكن… في هذه المقالة –التي تم تخيلها وانطلاقها في تلال جنوب فلسطين من قعر مغارة عميقة مظلمة وصامتة، لكن ليست بلا صوت- سوف أحاول التفكير بصوتٍ عالٍ، وأن أكتب عن ماهية الإصمات، وما يمكن أن يكون عليه الصمت. سوف أتعامل مع الصمت على أنه كيان بحد ذاته –الذي في بعض من أجزاء ماضيه الأصلي لم يقم بشيء سوى التدمير– وسوف يحمل الصمت عبء هذا الماضي، لكنني سأحاول أن أرى إذا ما كان بإمكان الصمت أن يتخطى ما رسمه له هذا الماضي الاستعماري.
نظراً إلى ماضيه الآثم، هل يمكن أن يتحول الصمت إلى أداة تمكينية؟
في عالم يعج بالأصوات التي تم إصماتها، والذاكرات التي تم محوها، يصبح الفهم المعقّد لصوت الصمت مناورة سياسية. في ذات يوم من تشرين الثاني (2017)، كانت خلفية هذا التقصي؛ فريدة من نوعها. وجدتُني أسير في تلال الخليل مع مجموعة من الأشخاص تسعى إلى الاكتشاف. سخرية الاكتشاف لم تفلت منا بين هذه التلال.
يحمل مفهوم «الاكتشاف» تاريخاً معروفاً تماماً للسكان الأصليين القابعين تحت حكم استعماري. يدعى المستعمِر حقوقاً خصّصها لنفسه تحت ستار مفهوم الاكتشاف – وغالباً ما يكون هذا باستخدام غطاء ديني وتاريخي لتدمير الشعوب الأصلية، وثقافاتها وطرق حياتها، من أجل إثبات حقه في الأرض وإضفاء الشرعية على عملية إزالة هذه الشعوب. بالنسبة لشعب فلسطين، كغيره من الشعوب الأصلية، فقد عنى «الاكتشاف» إبادة عنيفة وصمتاً قسرياً. بنادق تُصمِت الصرخات – غزاة وحشيون يقتحمون أرضنا وأجسادنا وأصواتنا، تحت ستار استحضار معايير التحضر. غير قادرين أبداً على الخلاص من هذه المفارقة الساخرة – من هم الوحشيون، أولئك على الأبواب أم أولئك المنتظرون لهذا الغزو؟ فلسطين، والشعب الفلسطيني والتاريخ الفلسطيني كانوا وما زالوا الضحية التي تم إصماتها.
بينما أخذت أمشي … وقد شارف اليوم على نهايته، أدركت أنني اكتشفت شيئاً لم أفكر في البحث عنه –الصمت ما وراء الإصمات. وبما أن الاكتشاف –عبر مذهب الاكتشاف– الذي بدأ مع كولومبوس وجولاته الغازية الدموية– كان موضع إعادة اكتشاف من قبلنا خلال مسيرنا في تلك التلال في ذلك اليوم المحتوم، بدأت التفكير – هل يمكن إعادة/اكتشاف الصمت؟
قصة الصمت في فلسطين: للكيان ماضٍ في هيئة فعل
لعملية الإصمات تاريخ طويل ومنوّع في فلسطين. يمكن تتبع التلميح اللفظي الاستعماري للصمت في إنكار صفة الشعب في نص الانتداب الذي فُرِض على فلسطين والفلسطينيين عقب الحرب العالمية الأولى. قام الغزاة الأوروبيون من بريطانيا في صك حكمهم الرسمي بتسمية شعب فلسطين الأصلي بمسمى «غير اليهود». الإنكار شريك الإصمات، والإنكار والإصمات رفيقان، جلبهما معاً المستعمرون.
منذ سحب تسمية الفلسطينيين في بداية الحكم الاستعماري البريطاني لفلسطين، بات ولع المستعمرين بالإصمات القصة السائدة في فلسطين، ذلك، لما يزيد على قرن من الزمان. فهي قصة كتبها المستعمرون لتغطية جغرافيات غزوهم خلال القرون الخمسة الماضية. خلال هذا التاريخ الطويل، كان الإصمات بكل تأكيد، شريكاً للقمع. العلاقة بين الإصمات والقمع متقاربة وحميمة في فلسطين. هما معاً قرينا خيال المستعمِر، معاً على/في فلسطين – لمئة سنة والعد ما زال مستمراً…
لقد بلغ الإصمات مستويات جديدة وغير مسبوقة في فلسطين في العام 1948. أخرجت الجيوش المستعمرة الناس بعنف من موطنهم. العنف والإصمات شريكان في الجريمة على مدار زمان المستعمرين وفضائهم. فماذا يمكن أن يكون أشد إصماتاً من الإبادة العنيفة؟ بعد الطرد، وجد الإصمات شريكاً آخر له؛ المنفى. المنفى كما أخبرنا إدوارد سعيد، «هو الصدع الذي لا يلتئم ويُفرَض بين الإنسان وموطنه الأصلي، بين النفس وموطنها الحقيقي: لا يمكن التغلب أبداً على حزنه الجوهري».(2)
إذاً، فإن الإصمات والحزن رفيقان حميمان. لقد نُفيت فلسطين وأصبح الإصمات الأمر السائد، لأن المستعمر لم يستطع أن يتحمل رؤية وسماع حضورنا. لم يستطيعوا أن يتحمّلوا سماعنا، لذا حدّد المستعمرون عالمنا وحصروه في عالم من الصمت. بممارسته من قبل المستعمرين، الإصمات هو موت. في أزمنة المستعمرين الوحشية، الإصمات هو رغبتهم في إبادتنا بلا صوت.
الإصمات –في ترسانة أسلحة المستعمرين– يرسم حدود هزيمة السكان الأصليين. الإصمات –في أرض محرومة من سكانها الأصليين وبين سكان أصليين محرومين من أرضهم– هو طريقة الكينونة. الإصمات –المفروض على الشعب– يولِّد اليأس.
ولكن، بينما فَرضَت ظلال الإصمات أذرعها الطويلة على التاريخ على هيئة غياب، يحذرنا عبد الرحيم الشيخ، في قراءته لفيصل دراج، من أن: «المهزومين ليسوا بحاجة إلى التاريخ، إلا إذا تمكّنوا من استخدامه في معارك لا تجدّد هزيمتهم».(3) كان هذا تعبيره للدلالة عن فكرة «النكبة تحت الأرض»، وهو مصطلح استخدمه في مشروعه القائم حول «المقبرة الحية» ليواجه به، جزئياً، فعل الإصمات وما تبعه من خلق للغياب الفلسطيني على الأرض وفي رواية فلسطين: تسلسل نسب ما تحت الأرض في فلسطين.
نظراً لكل ما شهدناه من إصمات استعماري، هل يمكن تحرير الصمت من سلطة المستعمر؟ عودة إلى مشهد «الاكتشاف»…
المغارة والاستغوار مع الصمت
المشهد: وادي القف، أكبر محمية طبيعية في تلال جنوب الخليل، التي نتسلّقها معاً نحو المغارة. وادي القف منطقة خلابة، جمالها يفوق الوصف، وبخاصة عندما يعوده العديد من المحبين الغرباء. بعضهم يتعلّق بالمفهوم الأسطوري بأن هذا الوادي الأخضر هو المكان الذي التقى فيه آدم وحواء عندما نزلا من جنة عدن. لست متأكدة من شكل الجنة التي تدعي أنها الجنة التي تلت جنة عدن،(4) ولكن في هذا اليوم البارد، كان المسير في وادٍ في جنوب فلسطين نحو شيء مادي، عبارة عن مغامرة إنسانية حقيقية، بينما تلك الخطوات التي نسير على أثرها بدت بغير ذي أهمية: لقد كنا على وشك أن نتعلم كيف «نستَغْوِر».
الاستغوار كفعل اللعب بالأدوار في اللغة فحسب، كان كافياً كي نحتار. كيف يمكن أن «نستغوِر» في مشهد كهذا؟ لو قمنا بوضع جنة عدن جانباً، فإن مشهد فلسطين الطبيعي، وبخاصة في عالم الُمغُر، تم احتكاره من قبل الأسطورة التوراتية، لدرجة اعتقدت معها مرة أن تحويل الاسم إلى فعل قد يكون الطريقة الأمثل لتخريب الأسطورة وتحريك الأشياء في هذا العالم تحت الأرضي.
علم الأساطير –في كافة أشكاله– محيّر ومستدام تاريخياً لأنه يروى كقصة جيدة. الأبناء الذين يخونون الآباء، والأخوة الذين يخدعون إخوتهم، والعشاق الذين يقومون بكل ما يمنّ به الخيال. لقد أحيى التاريخ تحت الأرضي في كل القصص هذه -المغر وشبكة القنوات التي تربط وتفصل تحت الأرض– فضاءات لأساطير عظيمة، حيث قيل إن الأنبياء التقوا أو دُفِنوا. شبكة المغر هذه هي الموقع الفعلي للأساطير الخرافية. القصص كثيرة، والخيال لا ينبض. ولكن هذه الأساطير –كما يرويها المستعمر الذي يبحث عن السلطة بينما يسيطر على الأرض– تشكِّل الأساس لحاجة ملحّة للدمار الكامل. هذه الأساطير هي الأكاذيب التي يستخدمها المستعمر في غزوه. في فلسطين للأساطير مشهد ما تحت الأرض.
وبينما أخذنا نصعد التلة، لاح مدخل المغارة: طور الصفا. حتى إنه كان هناك حبل تسلّق جانبي تعلقنا به كرتل واحد في طريقنا نحو المدخل. وعند مدخل المغارة، كان على الخبراء أن يشرحوا ما كنا على وشك القيام به: تحويل الاسم إلى فعل ومباشرة الاستغوار! تحدّثت ورود من نادي الاستغوار الفلسطيني –أول مجموعة فلسطينية لدراسة المغر– موضحة القواعد. عليّ الاعتراف بأنني حدقت فحسب بالمدخل، حينما انصرفت هي تتحدث، وأخذتُ أفكّر بالتاريخ. ليس في الأساطير القديمة، بل بكيفية تحويل الأساطير إلى حقيقة في فلسطين. فكّرتُ بالقصص التي سمعتها عن كون المغر أكثر المخابئ نجاعة وطبيعية لأولئك الذين يجري تعقّبهم من قبل الجيش المستعمر. فكّرتُ في تاريخ المقاومة الطويل وكيف التجأ الناس إلى هذه المغر. القصص الفلسطينية ليست بحاجة لأداة الخيال كي تتحول إلى ملحمية.
أساطير المقاومة كثيرة ولا تحتاج قصصها إلى دعم من صناعة الأساطير الخرافية، كي تكون في صلب هويتنا الجمعية في فلسطين. كانت هذه المغر جزءاً من جغرافيا المقاومة في فلسطين منذ زمن الغزاة المستعمرين – لسنا بحاجة لتكوين معنى لوجودنا غير المرحب به في الأرض. نحن ننتمي إلى هذه الأرض، ولا نحتاج إلى البحث عن اعتراف بانتمائها لنا. فكّرتُ بالتاريخ وبرواية القصص، بينما كنا نستعد لدخول المغارة. لو كان بمقدور الجدران رواية القصص عن الثّوار، في الثلاثينات، الذين استخدموا المغر كجزء من شبكة المقاومة الخاصة بهم؛ عن اللاجئين الذين بحثوا، بعد عقود، عن العزاء والأمان في المغر، الأبطال الشباب الذين تمت مطاردتهم قبل بضع سنوات، والبحث عنهم من قبل الجيش المستعمر في هذه المغر بعينها. لو استطاعت المغر الحديث، تخيّلوا القصص التي كانت سترويها. هل تم إصمات هذه المغر الفلسطينية أيضاً؟ في فلسطين، يرتبط موضوع المغر حتمياً بـ«القديم»، سواء أكان ذلك على أسس أثرية أم في سياق الأساطير الدينية. في فلسطين، تخضع هذه المواضيع للعنف البنيوي لسلطة الاستعمار. في فلسطين، يدّعي المستعمر ملكيته للأرض، بينما يسعى إلى محو الوجود الأصلي منا، ومن ثم التربّع عليها واحتلال قمم الجبال وأخاديد الوديان. في فلسطين، راح التوجه العنيف طيلة القرن الماضي نحو تحويل أسطورة أرض بلا شعب إلى واقع، يتسلّل إلى أشدّ الفضاءات صغراً وكبراً، على الأرض وفيها وتحتها. فلسطين، حتى عالمها تحت الأرضي، هو موضع للعنف.
حين انتهت التعليمات، اتجهنا إلى داخل المغارة، حيث كنت على وشك اكتشاف صوت الصمت.
فك سكون الصمت
ماذا يحدث عندما نذهب إلى البحث عن الصمت بدلاً من تركه يُفرض علينا؟ هل يمكن لبحث أصلاني عن الصمت أن يحرِّره من سيِّده؟ وأي مكان أفضل للبحث من هذه الجغرافيا تحت الأرضية للمغر، في أرض قديمة يعيش فيها سكان أصليون حداثيون ومستعمرون حداثيون يعملون على تدميرهم؟
وما إن دخلنا المغارة، حتى بدأت المتاهة على الفور. كانت الخطوات الأولى سلسة، ممرات واسعة، سهولة نسبية في المشي. لكن حين توغّلنا، تحوّلت السهولة إلى مشقّة. كان هنالك علامات وإشارات على الجدران، وكلّما واصلنا المسير، ازداد سواد العتمة. للمغر عالمها الخاص وكانت الخفافيش جزءاً منه. الصوت الذي أصدرته كسرَ الصمت الذي حقّقناه خلال مسيرنا داخل العتمة. توقّفتُ مع الآخرين خشية هذه الخفافيش. تساءلت، هل الخفافيش جزء عضوي من هذا العالم؟ لقد أعلمتنا بوجودها فور وصولنا أول جزء داخلي من المغارة. لم تحب الخفافيش الضوء الساطع غير المرحّب به الذي صدر عن الأضواء التي استخدمناها لتقودنا في طريقنا. لماذا أزعجها الضوء إلى هذا الحد؟ في تلك اللحظة أدركت أن الخفافيش غزاة. لهذا، كان المستعمرون يشعرون بقرابة غريبة مع الخفافيش، لدرجة أن بعضهم كان يستخدمها رمزاً لمقدرتهم العسكرية. لقد كانت تُصْمِت صمتنا. في هذه اللحظة أصبح للقواعد معنى. كانت الأفعال والأسماء في مكانها الصحيح. وجودنا –مثل جميع الأساطير الفلسطينية التي يتجلى تاريخها في المغر على مدى جغرافيا الاحتلال– هو لغة الرواية التي أبحث عنها – ما وراء الإصمات.
وهكذا وقفنا هناك، الأضواء مطفأة، في عتمة لا تستطيع اللغة احتواءها. وقفنا هناك واستمعنا، وللمرة الأولى سمعتُ ما وراء إصمات الخفافيش، إلى صمت أقوى من الغزاة. أنصتُ، بخوف مما لم أعرفه من قبل، بخوف من العتمة، بخوف من الهواء الذي بدأ يتثاقل مع كل نفس؛ أنصتُ إلى ما وراء الخفافيش، وسمعت صوت الصمت المجيد.
خلال مسيرنا في ذلك اليوم، حوّلْنا المغر إلى استغوار –الاسم إلى فعل– كما وجدنا طريقة لتحويل فعل آخر إلى اسم … الإصمات كممارسة من قبل سلطة استعمارية وحشية (فعل) أصبح في تلك اللحظة اسماً – صوت الأرض تحتك، الأرض فوقك، مع الأصوات كافة بينهما وقد اختلطت بصوت الهواء الرطب – صمت جميل.
في فلسطين، المقاومة هي الروح المتحمِّلة لشعب أصلي. إذاً، كيف يمكن لقصتنا أن تُروى وأن تُسمع، في فلسطين، عن فلسطين؟ في فلسطين، ما معنى أن تُسمع؟ في فلسطين، ما هو صوت فكّ سكون الصمت؟ في ذلك اليوم، في تلك التلة، داخل تلك المغارة، كانت تلك مقاومة لقواعد اللغة – تحويل الأفعال إلى أسماء والعكس بالعكس.
الملاحظات
- درويش، م. (2009) «هدير الصمت»، نهر يموت من العطش، بيروت: منشورات مكتبة الساقي.
- سعيد، إ. (2000) تأملات في المنفى. كامبريدج: مطبوعات جامعة كامبريدج.
- الشيخ، ع. (2010) فلسطين: شرط النفق، شؤون عربية معاصرة، 3: 4 ص. 491.
- http://www.mahmiyat.ps/en/site/content/6 تاريخ زيارة الموقع: 15.03.2018