رائحة التاريخ تنبعث من بين ريشة وقلم
في كلِّ خرافةٍ أسطورة، وفي كلِّ أسطورةٍ خرافة… ربما معجزة
الماضي يلوح من بعيد: أنا قادم، أنا عائد
سيعود في رجلٍ قتل أخاه ولم يفكر
أين سيضعه بعدها
ولكن هذه المرة
لن يضلَّ غرابٌ طريقه ليعلمه أين يضعه،
سيعود في هدهدٍ وعفريتٍ من الجن
قد سبق عفريتٌ هدهداً في إقناع سيدهما
فنشأ حقدٌ بين الأجيال
حتى سمعته قرضةٌ بدينةٌ فأكلت من عصا سيدهما
وأسقطت نظاماً وهزمت الأعداء
سيعود في سفينة كل من ركبها حيوان وزوجه
قد تنجب زوجته على ظهر السفينة
سيعود الماضي بها مرة أخرى
ولن يركبها إلا حيوان وزوجه
سيعود في فيلٍ رفضت قدماه هدم مكعب أسود
لا يفهم الفيل ما معناه، فهو بالطبع صغيرٌ في نظره
سيعود الماضي ليهدم المكعب الأسود ولكن
هذه المرة بتحالف حزبٍ ضد الآخر، وشعبٍ ضد الآخر
سيعود الماضي كأنه لم يذهب
كأنه ما يزال واقفاً في مكانه
لم يتغير شيءٌ منذ أن كان احمرار تفاحة
يغري عن الجنة
سيعود الماضي
وعندما يعود
ستكون أنهار الدماء تغني عن غرابٍ
وستخرج القرضة من أضعف ضعيفٍ من شعوبكم
وستسقط أنظمتكم
وستفوتكم تذاكر السفينة
وسيبقى حجرٌ أسود واقفٌ مكانه
فقط لأن من دخله كان آمناً
هذه هي المعجزات التي صدقناها
فصارت مكملةً لتلك الأساطير… في الخرافات
ولكن اعلموا أن عودة الماضي
حقيقةٌ لا ينكرها أحد.
- نُشِر هذا النص في العدد المزدوج [ التاسع والعاشر ] من المجلة