كانت تمطر ليلتها، رقصتِ قليلاً على أنغام موسيقى شرقية تحبينها، وقرأت لكِ مقاطع طويلة من “أزهار الشر”، كنت أسمع دقّات قلبكِ بوضوح وأنا أقرأ لكِ: “خطايانا عنيدة، وندمنا بليد، وندفع ثمناً باهظاً لاعترافاتنا، ونعود مبتهجين إلى الطريق الموحل، معتقدين أن دموعاً زهيدة تغسل أوساخنا”. عندما انتهيت كانت عيونكِ تلمع كعيون قطة حوصرت في زاوية الغرفة، بدأتِ تتحدثين عن أشياء غريبة تحدث في الخارج، وعن أصوات الكلاب التي تسمعينها تنبح طوال الليل داخل رأسكِ، كنت أستمع إليكِ بشغف قبل أن تقفز إلى رأسي فكرة قتلكِ مثلما فعل “جرونوي”، بطل رواية العطر، فقط لأتخلص من رائحتك التي تسحرني وتحاصرني. اختلفنا بعدها بسبب أمر تافه، وتشاجرنا، ضربتني بمنفضة السجائر على وجهي، ووجدتها فرصة مناسبة لتحقيق رغبتي في قتلكِ، عندما خرجت من البيت
كانت تمطر بغزارة
وكنت أركض
حافياً
أحمل قلبكِ بين يدي
تاركاً خلفي
خيطاً طويلاً
من الندم.