في الثاني من كانون الثاني 2017، اتجهتُ برفقة صديقة إلى قرية عابود. وما أن انعطفت السيارة التي كنا نستقلها لدخول الطريق المؤدي إلى القرية، حتى وُوجهنا بنقطة تفتيش إسرائيلية تغلق المدخل في وجه العابرين. أوقف الجنود السيارة، واقترب أحدهم سائلاً عن وجهتنا. «عابود» كان الرد. «والسبب»؟ سأل، معقِّباً «لا يوجد شيء في عابود». من منظور الجنود الذين يتمترسون في نقطة محددة خارج القرية، لا يوجد شيء في عابود، عدا عن الأرض بالطبع، إذ سرعان ما سنكتشف أنه في صباح ذلك اليوم، قام الجيش الإسرائيلي، مدعوماً بقرارات من الحكومة الإسرائيلية، بمصادرة 35 دونماً من أراضي القرية «لأسباب أمنية»، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى إنشاء مستوطنة جديدة. وهنا بدا إنكار الجندي الذي واجهناه على نقطة التفتيش لإمكانية وجود أي شيء في عابود، كأنه شرط مسبق وضروري لعملية مصادرة الأرض هذه؛ شرط يستوجب معه نفي كل أشكال الحياة المعاشة على هذه البقعة. إن هذا الفعل، كفعل تدمير وحتى سلخ، هو بصيغة أخرى على وفاق تام مع موقف الجندي على نقطة التفتيش: لا يوجد شيء في عابود، بينما سنحرص على ألا يكون هناك أي شيء في عابود.
الموقف الذي يتبناه الجندي الإسرائيلي قد يصف لسان الحال الذي آل إليه الكثير من الفلسطينيين أيضاً. ففهمهم لما قد يوجد في القرية مرتبط بواقع وجودهم خارج ذلك الحيز. ربما قد مروا بمحاذاته، أو عبروا من خلاله، ولكنهم قلما تواجدوا داخله، فهنالك الحاجز المثير للرعب ولقتل أي فكرة لمحاولة الدخول إلى القرية. وعليه، يجوز القول إن هذا الموقف لا ينتمي إلى المنظومة القمعية وحدها، بل يتجاوزها ليسيطر على مخيلة المقموعين، وهنا يكمن مصدر فاعلية القمع .
كيف يمكننا مواجهة منظومة قمع كهذه بالتحديد، القائمة على تجزئة الحيز الفلسطيني والمخيلة العامة لدينا كفلسطينيين؟ قد يجد المرء إجابة ممكنة في فعل الحياكة مثلاً، أو التطريز الذي نألفه بحميمية منذ نشأتنا. الحياكة والتطريز يتخذان من نقاط غير مترابطة نقاط انطلاق ووصول وشبك، لإنتاج رسم ما. بذلك، عبر منهجية الحياكة، يمكن للنقاط والحدود التي نواجهها أن تتحول من عائق يصعب فيزيائياً وحتى فكرياً تجاوزه، إلى رسم ملهم فكرياً وحسياً؛ رسم لا يمكن لأنظمة السلطة والقوة تصوره أو إنتاجه.
على هذه الخلفية، نشأت فكرة «حياكة»، النسخة الأولى من مشروع الشبكة الإبداعية، وهو أحد مشاريع البرنامج العام في مؤسسة عبد المحسن القطان. وقد تضمّنت «حياكة» سلسلة لقاءات ومحادثات وجولات وعروض فنية امتدت على مدى أسبوع، من 18 وحتى 24 تشرين الثاني 2018، اجتمع فيها فاعلون من قطاعي الثقافة والفنون، إضافة إلى قطاعات أخرى، كالزراعة والبيئة، من خلفيات متعددة وأماكن مختلفة من فلسطين وخارجها، تجولوا خلالها بين مواقع مختلفة داخل فلسطين. بفعلهم هذا، حاول المشاركون تأمل أفعال وحركات تتحدى حدوداً فرضت على الوجود الفلسطيني بوسائل العنف، أو نتجت عن حالة يأس ووهم «عدم المقدرة» المكتسب لدى المضطهَدين والمقموعين. كذلك عبر إعادة انخراطهم مع الجغرافيا الفلسطينية، بمشاهدها السياسية والاجتماعية، الثقافية والاقتصادية، طرح المشاركون أفكاراً ومقترحات تتعلق باستكشاف أشكال بديلة لمفاهيم إنسانية باتت مصيرية بالنسبة للكثيرين في وقتنا الحالي. ففي زمن تسود فيه القيم النيوليبرالية، وعلى رأسها المصلحة الذاتية، على المخيال الاجتماعي وأنماط الحياة السائدة، وفي الوقت الذي نرى فيه فكرة الدولة القومية في أماكن مختلفة من العالم تستعيد ذاتها كإطار سياسي مرجعي أسمى بدعم نهضة اليمين القومي، بدا من الضرورة استكشاف مفاهيم إنسانية وأشكال وجود خارج هذه الأطر، وتخيل أنماط فكرية ووجودية مختلفة، وعلى وجه التحديد في فلسطين. في سياق هذه الحالة، تظهر فلسطين كمكان مثالي لنشوء مثل هذه المفاهيم والأشكال وحتى الآفاق «الممنوعة»، وطرائق وجود مقاوِمة، آخذة بعين الاعتبار إطار عمل الدولة القومية بالصورة التي تمارسها سلطات الإحتلال، وما تحتويه من عنف موجه ضد الذات الفلسطينية من جهة، وهيمنة النيوليبرالية وثقافتها الأحادية التي تحاول تطبيع الحياة تحت أقصى ظروف العنف والاضطهاد من جهة أخرى، ما يجعل افتراض طرائق مغايرة للوجود والتخيل مسألة حياة أكثر منه خياراً سياسياً، أو حراكاً فنياً». «حياكة» هي، إذن، فعل اعتمد على الدعوة إلى الانطلاق في عملية تبادل أفكار بين مفكرين، وفنانين، وأعضاء مجموعات، ومبادرات، ونوادي ناشطة، من فلسطين وخارجها، قد خطوا في حقل همه التوجيه إلى آفاق مغايرة، والتنقيب بحثاً عن أنماط جديدة للوجود، واقعة خارج نطاق منظومة «السلطة» والمؤسسات. إنه حقل دأبت فيه مجموعات على خلق ظروف وجودية وفكرية بمنأى عن التهديد والإغواء المفروض من قبل التيار العام والسلطات المركزية، التي تعمل جاهدة على الإقناع بعدم جدوى البحث خارج حدود نطاقها عن أي احتمالات أو فرص مغايرة. «حياكة»، بدورها، سعت إلى نسج الخيوط بين هذه المجموعات مدفوعة برغبة خلق صلات قادرة على الإلهام ما بين المبادرات الحياتية التي نصادفها في فلسطين اليوم، وأخرى تحاكيها في توجهها في أماكن أخرى من العالم كتشيلي، والسنغال، والهند، ومصر، وألمانيا، واليونان… مثالاً.
- ضم برنامج «حياكة»، مفكرين/ات، وفنانين/ات، وأعضاء وعضوات مجموعات ومبادرات تطوعية، ونوادٍ ناشطة، من فلسطين وخارجها، وهم/ن:
المجموعات المشاركة:
- جمعية العطاء للسيدات ومنحلة كفر مالك – كفر مالك
تأسست جمعية العطاء للسيدات على يد مجموعة نساء من كفر مالك لتشجيع وممارسة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والتعليمية في القرية، وتوفير الخدمات، والقيام بالأنشطة التطوعية التي تعزز روح المبادرة والعمل الإنساني على الصعيد الاجتماعي للمجتمع المحلي، كما تدعم الجمعية مشاركة النساء الفلسطينيات في العمل السياسي؛ كمشاركتها في الانتخابات، وتعزيز فرص تولي المرأة مناصب قيادية، والمشاركة في صنع القرار، إضافة إلى البحث عن فرص لتمكينها اقتصادياً. من بين هذه الفرص التي تم توفيرها كانت منحلة كفر مالك، حيث شرعت ست سيدات بتأسيس مشروع المنحلة العام 2013. وانطلق المشروع كمصدر دخل يساعد ربات البيوت الست على تحدّي الظروف الاقتصاديّة الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في الآونة الأخيرة. وإلى جانب المردود المادي، وتحسين الوضع الاقتصادي، ساهمت المنحلة في صقل شخصياتهنّ وتطويرها إلى جانب تقوية علاقاتهنّ بعضهنّ ببعض.
- جمعية تشرين – طيبة المثلث
هي منظمة مجتمع مدني مستقلة؛ غير ربحية وغير حزبية، تأسست العام 2008 في مدينة الطيبة في منطقة المثلث، على يد مجموعة من الناشطين/ات الاجتماعيين/ات من مختلف المشارب الاجتماعية والسياسية للمجتمع الفلسطيني في الأراضي المحتلة العام 1948. تعمل جمعية تشرين على تمكين المجتمع الفلسطيني، وتعزيز دور المجتمع المدني الديمُقراطي، والمؤثر في منطقة المثلث بهدف بناء القدرات وتشجيع الإبداع والإنتاج الثقافي، واستنفاذ الطاقة الاجتماعية الكامنة، التي، بدورها، تساهم في تغيير الأوضاع الاجتماعية والسياسية المتردية لمدينة الطيبة والمجتمع الفلسطيني في المدن المحيطة. وترى جمعية تشرين ضرورة تغيير الشعور السائد بالعجز للمجتمع في هذه المناطق، من خلال توفير الفرص للحراك الاجتماعي والثقافي لقاعدة المجموعات الفاعلة، ووفقاً لذلك، تمكينها، وتوجيهها باستمرار، ومدّها بالموارد والدعم التنظيمي.
- جمعية شباب البلدة القديمة -القدس
جمعية ثقافية اجتماعية رياضية، هدفها المساهمة في بناء مجتمع مقدسي ناضج متعلم ومثقف، وتنشط في مجال التنمية، والمشاركة الشبابية، وتعزيز روح الانتماء وخدمة المجتمع. انطلقت جمعية شباب البلدة القديمة بنشاطاتها في العام 1990، لتُوفر الخدمات التعليمية والنشاطات التوعوية والترفيهية لقطاعٍ واسعٍ من قاطني البلدة القديمة، وسكان القدس على وجه العموم، مولية اهتمامها بالفئات المقدسية المهمشة، وعلى رأسها فئات الشباب والنساء والأطفال. دأبت الجمعية، منذ تأسيسها، على تمكين الشباب عبر العمل التطوعي؛ بهدف المساهمة في تجاوز الصعوبات الاجتماعية والتعليمية والثقافية التي تعاني منها مدينة القدس المحتلة. وعلى الرغم من محدودية الإمكانيات، فإن الجمعية تنظم نشاطات وبرامج وفعاليات كالأيام الثقافية المفتوحة، والاحتفاء بالمناسبات العامة المختلفة في البلدة القديمة، إضافة إلى محاولتها توفير بيئة مناسبة للتعليم والتثقيف لبنات مدينة القدس وأبنائها.
- مبادرة أسفار الثقافية- نابلس
مجموعة شبابية فلسطينية مستقلة انطلقت من مدينة نابلس العام 2014، قام بتأسيسها عدد من الشباب والشابات المهتمين بالمواضيع الأدبية والسينمائية. وتهدف مبادرة «أسفار» إلى نشر وتشجيع ثقافة القراءة في أنحاء فلسطين كافة، إضافة إلى توفير البيئة المناسبة للقاءات والمناقشات الثقافية المفتوحة التي تقوم بالتنسيق لها. وتجمع «أسفار» ما بين النشاط المعرفي والثقافي مع التركيز على مناقشة الأدب والسينما في المقام الأول؛ باعتبارهما من أهم الإنتاجات البشرية التي تعمل على تربية الإنسان أخلاقياً وروحياً، حيث تساهم، من خلال المناقشات التي تعقدها، في تلاقي القراء الفلسطينيين من مختلف المناطق والأعمار، بهدف خلق وزيادة فرص ظهور إبداعات جديدة إثر التبادل المعرفي والثقافي الحر والمتقبل للآخر ولرأيه مهما كان، تحت مظلة مناخٍ فكريٍّ حر، يمكن للقراء من خلاله تقديم قراءاتهم للنصوص، وآرائهم بشكل حر ومستقل دون وصاية من أحد.
- مجلة 28 – غزة
مجلة أدبية ثقافية انطلقت من غزة، وتتناول الواقع الثقافي في فلسطين وخارجها، يشرف على إصدارها وتحريرها مجموعة من الشباب الفلسطيني. تهدف المجلة إلى إنعاش الحالة الثقافية بشكل عام، وإلى أن تكون المؤسسة الثقافية الحاضنة للمواهب الفلسطينية، وتنظم احتفاليات بمنتجهم، تحديداً بعد الحصار على غزة، إضافة إلى محاولة استضافة الكتاب المحليين والدوليين. اتخذت المجلة من نفسها منبراً للمبدعين، وبوابة لمجتمع ثقافي فلسطيني، وعربي إنساني. بوَّبت المجلة مواضيعها بالتركيز على الجوانب الأدبية من نص وسرد ومقال أدبي وثقافي متخصص، وتفرد مساحة للمقالات السينمائية والموسيقية. ولدى المجلة إطلالة شهرية على الأدب العالمي المترجم، إضافة إلى مواضيع أخرى، وتضيء على الفنون البصرية والتشكيلية، مثل التصوير، والتشكيل، والتصميم الفني.
- مزرعة «حاكورتنا» – طولكرم
أرض مزروعة بمختلف المحاصيل الزراعية، يملكها أبو عدي وأم عدي في قرية ارتاح جنوب طولكرم. انطلق مشروع زراعة الحاكورة العام 1984 كمشروع زراعي في مواجهة محاولات الاحتلال الإسرائيلي مصادرة أراضي المواطنين الفلسطينيين وحمايتها منها، لوقوعها بين مصانع جيشوري (Gishouri) وجدار الفصل العنصري. وتعتمد «حاكورتنا» -المزرعة العضوية- على أساليب ذكيّة وصديقة للبيئة لإنتاج المحاصيل الزراعية، لتكون بذلك مصدراً متنوعاً لإنتاج الخضار بشكل رئيسي وبعض الفواكه. عدا عن كون «حاكورتنا» مزرعة تحوي المؤهلات الزراعية كافة؛ كالبيوت البلاستيكية، والزراعة المكشوفة، وغيرها المركبة، فهي تستثمر في مشاريع متعددة، أبرزها: الاستزراع السمكي؛ استنتاج الغاز الحيوي من روث البقر؛ مشروع التجفيف الشمسي؛ مشروع النحل والمساطب. كما بادرت عائلة أبو عدي وأم عدي إلى تحويل مزرعة «حاكورتنا» المبتكرة والمقاومة إلى مركز تدريبي لطلاب المعاهد والمدارس والجامعات، وعلى مستوى فلسطين ككل.
- مسرح خشبة – حيفا
تأسس في حيفا العام 2015، على يد «أنسمبل خشبة»؛ وهي مجموعة من المسرحيين الفلسطينيين الشباب الذين انطلقوا بنشاطهم في العام 2011، في محاولة لخلق تحدٍّ مع الأشكال الفنية التقليدية في المجتمع. وقد نجح «أنسمبل خشية»، بعد عمل متواصل، في إيجاد فضاء له تحت مسمى «مسرح خشبة»، داخل بيت عثمانيّ عتيق يقع في حيّ وادي الصليب في البلدة التحتا في مدينة حيفا. فتح المسرح أبوابه أمام الفنانين الفلسطينيين وغيرهم ليعطيهم مساحة للإبداع والخلق والبحث، ولعرض أعمالهم بحرية، ما من شأنه تمكين سكّان حيفا الفلسطينيين من النهوض بثقافتهم وإرثها المميّز، إضافة إلى تشكيل حركة فنية جديدة تتحدى التقاليد السائدة، وتعزز المجتمع، وتحافظ على مفهوم الهوية الفلسطينية وتعيد بناءه.
- مكتبة الشهيد باسل الأعرج – مخيم المغازي، غزة
مبادرة شبابية أطلقها مجموعة من النشطاء من مخيم المغازي للاجئين وسط محافظة غزة، إحياءً للشهيد المثقف باسل الأعرج، وتيمناً به وبدور المثقف الفلسطيني في زيادة الوعي، حيث قاموا بتأسيس مكتبة عامة بدعم من نادي خدمات المخيم. ويسعى مؤسسوها إلى خلق حيز يعنى بالفكر التحرري، واستكمالاً لنهج الأعرج التوعوي والتثقيفي بالقضايا الإنسانية، وعلى رأسها الفلسطينية، وانعتاق فلسطين من الاستعمار الصهيوني. وفتحت المكتبة أبوابها أمام مختلف الفئات للاطلاع والقراءة، وتهدف من خلال توفيرها حوالي ألفي مرجع من الكتب والبرامج الأدبية والثقافية، إلى خدمة أبناء المخيم والمناطق المجاورة.
- ملتقى نبض الشبابي – رام الله
إطار شبابي تطوعي مستقل يضم أعضاء فاعلين من شرائح المجتمع الفلسطيني كافة؛ ويرمي بالأساس إلى تعزيز القيم التحررية وقيم التطوع والمبادرة والثقافة النقدية. يمارس ملتقى «نبض» مجموعة من الجهود التطوعية والثقافية من قبل أعضائه، والهادفة إلى تثبيت دعائم التعليم الحواري القائم على الفاعلية والإنتاج والجماعية في مواجهة القيم الاستهلاكية والفردية والاتكالية. وتقيم نبض أنشطة تعليمية وحوارية وفكرية، مؤكدةً على دور النقد والنقاش، من شأنها أن تعيد تكوين الروابط الاجتماعية والإنسانية وتوطدها، كما تقوم بطرح قضايا حوارية جدليّة ثقافية وسياسية، إضافة إلى عرض تجارب تاريخية. كما يستضيف الملتقى شخصيات تركت آثارها في مجال اختصاصها.
- نادي الاستغوار الفلسطيني – الخليل
مبادرة أطلقتها طالبة إدارة الأعمال في جامعة القدس المفتوحة ورود الشرباتي من مدينة الخليل، إثر اهتمامها بالنشاط المرتكز على المغر والكهوف الفلسطينية، وممارستها لرياضة الاستغوار، بالتعاون مع شباب مهتمين بالموضوع. ويُعنى مفهوم «الاستغوار» باكتشاف ودراسة الكهوف وتاريخها، وقد تم تطبيقه فلسطينياً عبر أول تجربة للنادي داخل قرية عابود. وتهدف مجموعة شباب استغوار إلى تعريف الشباب الفلسطيني بالاستغوار، وتوعية المجتمع حول أهمية الكهوف والحفاظ عليها؛ كونها تمثل معالم جغرافية وتاريخية مهمة، وتعتبر سجلاً تفصيلياً عن المناخ والعمليات السطحية وأنواع الحيوانات والنباتات. ويقوم النادي، إلى جانب رحلات الاستغوار، بعمل مسارات ورحلات استكشافية وبرامج تخييم وإنزال وتسلق للمجموعة، وندوات تعليمية. كذلك أنشأ صفحة خاصّة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لتعزيز الاهتمام بالكهوف في فلسطين، واكتشاف مواقع جديدة في الوقت ذاته.
الأفراد المشاركون:
- أترييه غوبتا
حاصلة على دكتوراه من جامعة مينيسوتا العام 2011، ودرجة البكالوريوس في الفنون الجميلة من جامعة بارودا، التي تعد أول مؤسسة للفن ما بعد الاستعماري في الهند، حيث لعبت دوراً مهماً في تأطير تاريخ الفن الحديث والمعاصر في مناطق الجنوب. وجمعت غوبتا في اهتمامها البحثي والأكاديمي بين التاريخ البصري والفكري لفن القرن الـعشرين والتيارات الجمالية العالمية، من خلال تدريبها في الهند والولايات المتحدة الأمريكية، الذي شكل مشروعها الحالي حول التجريد في الهند في فترة ما بعد الحرب وآثاره المتشعبة في المنطقة. تركز غوبتا في مجال تخصصها على الحداثيات العالمية والفن المعاصر، مع اهتمام خاص بجنوب وجنوب شرق آسيا، خلال فترة ما بعد الحرب الباردة وحركة عدم الانحياز. تشغل غوبتا حالياً منصب أستاذ مساعد في كلية تاريخ الفنون في جامعة كاليفورنيا-بيركلي في الولايات المتحدة الأمريكية.
- بيرند شيرر
حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة سارلاند، وقد ترأس معهد جوته في مدينة مكسيكو خلال العامين 1999 و2000، ثم شغل منصب مدير قسم الفنون في المكتب الرئيسي لمعهد جوته في ميونيخ خلال العامين 2004 و2005. ويشغل حالياً منصب مدير معهد بيت ثقافات العالم في برلين. وهو، أيضاً، أستاذ فخري بمعهد علم الأجناس الأوروبي في جامعة هومبولت في برلين. وقد نظم مشاريع فنية وثقافية مهمة مثل «هذا البحر الأبيض»، و«إعادة التفكير في أوروبا»، و«مياه في المكسيك»، و«حول فن الحياة». إضافة إلى هذا، له العديد من المنشورات حول موضوعات الجماليات والتبادل الثقافي الدولي.
- رنا بركات
مؤرخة وأستاذ مساعد في دائرة التاريخ والآثار في جامعة بيرزيت. حصلت على الدكتوراه في التاريخ، وتحديداً تاريخ المقاومة الشعبية في أوائل القرن العشرين في فلسطين من جامعة شيكاغو في العام 2007. وتتركز اهتماماتها البحثية في تاريخ الاستعمار وتأريخه، والقومية وثقافة المقاومة. ولها عدد من المقالات المنشورة، آخرها معنونة بــــِ«كتابة/تصحيح دراسات فلسطين: الاستعمار الاستيطاني والسيادة الأصلانية ومقاومة شبح/أشباح التاريخ».
- ريما حمامي
حاصلة على دكتوراه في علم الإنسان من جامعة تمبل الأمريكية العام 1994، وتشغل حالياً منصب أستاذ مشارك في علم الأنثروبولوجيا في معهد دراسات المرأة في جامعة بيرزيت، وأسست برنامج الدراسات العليا في النوع الاجتماعي والتنمية في الجامعة نفسها. وتغطي منشوراتها قضايا التنمية والسياسة والمكانيات ونوع الجنس في سياق فلسطين. وتشغل حمامي منصب محررة في مجلة (MERIP)؛ مجلة الدراسات العربية؛ حوليات القدس؛ وغيرها.
- جيجي أرجيروبولو
باحثة وقيمة معارض وفنانة تعمل في حقول الفنون الاستعراضية والممارسات الثقافية. وهي أحد الأعضاء المؤسسين لـ«جرين بارك»، ومنظمة مافيلي، ومعهد أبحاث الفنون الحية، ومجموعة أمونيا وإف2، ووحدة الفن الاستعراضي/مكولترا. وكعضو مجموعة مافيلي ومجموعات أخرى، نظمت أرجيروبولو أعمالاً وتدخلات ومداخلات ونشاطات نقدية ثقافية في الحيز العام في أعقاب الأزمة اليونانية. وشاركت في معرض «بينالي» في اليونان، إضافة إلى مشاركتها في تنظيمه في نسخته الأولى. وقدمت أرجيروبولو أعمالها الفنية في المسارح والمهرجانات والحيز العام في اليونان وبريطانيا وباقي أنحاء أوروبا. كما حصلت على شهادة الماجستير في الأداء البصري والممارسات الفنية اللحظية من كلية دارتنغتون للفنون، وشهادة الدكتوراه من جامعة روهامبتون التي تركز على الفضاء والسياسات والأداء. ونالت أرجيروبولو جائزتي (Routledge Prize for PSi 18) و(Dwight Conquergood) في العام 2017.
- فيليب رزق
مخرج وكاتب مقيم في القاهرة. أخرج رزق مع المخرجة ياسمينة متولي، الفيلم الروائي «برة في الشارع» العام 2015، وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان برلين السينمائي الدولي، وكان جزءاً من الجناح الألماني في معرض بينالي البندقية. ورزق أحد أعضاء التعاونية الإعلامية «مصرين». وله العديد من النصوص المنشورة في المجلات، بما في ذلك وسائل الإعلام الجديدة والممارسات النقدية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (IB Tauris). في العام 2015، ساهم رزق في التركيب الصوتي «مشهد استعماري» في معرض التصوير الفوتوغرافي للمصور توبياس زيلوني؛ الذي تم عرضه في صالة الفن فوتوهوف في سالسبورغ، النمسا.
- لينا مرواني
كاتبة وأكاديمية حاصلة على شهادة الدكتوراه في الأدب الأمريكي اللاتيني من جامعة نيويورك. ونشرت أول مجموعة قصصية لها بعنوان (Las Infantas) العام 1998، كما نشرت روايتين بعنوان (Póstuma) و(Cercada) العام 2000، تتحدث فيهما عن علاقات الاستقطاب خلال فترة الحكم الدكتاتوري في التشيلي، وألحقتهما بروايتها الثالثة بعنوان (Fruta podrida)؛ ثم (Sangre en el ojo)؛ و(Seeing Red). ولها العديد من المقالات التي ظهرت في ثلاثة مجلدات. وحازت مرواني على جائزة (Anna Seghers Prize) للعام 2011، وجائزة (PremioSor Juana Inés de la Cruz) للعام 2012. وحاليا تعلِّم ثقافات أمريكا اللاتينية والكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك، وأسست أيضاً (BrutasEditoras) وهي دار نشر مستقلة في نيويورك مكان إقامتها الحالي، إلى جانب مكان إقامتها في تشيلي.
- يزَن خليلي
معماري وفنان، يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة مركز خليل السكاكيني الثقافي ومديره بالإنابة. وقد حصل على شهادة في الهندسة المعمارية من جامعة بيرزيت، ثم نال درجة الماجستير من مركز أبحاث الهندسة في كلية غولد-سميث في لندن، ودرجة الماجستير بالفن من معهد ساندبيرغ في أمستردام. وقد شارك في العديد من المعارض والتظاهرات الفنية، منها المعرض الافتتاحي للمتحف الفلسطيني 2017، «بينالي شنغهاي 2016»، معرض القدس 2016 و2011، و«بينالي الشارقة 2013»، و«بينالي فينيسيا 2011»، وغيرها. كما درس مساق «سياسات الإنتاج» في الأكاديمية الدولية للفنون – فلسطين. وفي العام 2013، نظم معرض الرحلة الطويلة، الذي عمل به مع أرشيف الأونروا السمعي- البصري للاجئين الفلسطينيين.
- يانه مار
هي حركة اجتماعية شبابية ناشطة ظهرت في السينغال في كانون الثاني 2011، احتجاجاً على الركود السياسي وغياب الخدمات المجتمعية الأساسية. وقد قام بتأسيسها كل من ثيات (شيخ عمر سيريل توريه)، وكيليفيو (مبسان سيك)، اللذين يشكلان طاقم الراب الشهير «كيور غوي»، إضافة إلى الصحافيين شيخ فاضل بارو، وعليو سين، ودينيس سو، في مدينة كاولاك، وذلك في أعقاب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر في البلاد. لعبت يانه مار دوراً حاسماً في هزيمة الرئيس السنغالي عبد الله وادي في حملته غير الدستورية في العام 2012، الهادفة إلى إعادة انتخابه. وتعبِّر يانه مار عن هوية اجتماعية وحركة جماعية في سياق الثقافة السنغالية ما بعد الاستعمارية، داعية الشباب السينغالي إلى تبني نوع جديد من الإصلاح، والاستمرار في مواجهة الركود السياسي والاجتماعي. وحافظت الحركة على الزخم الهائل الذي اكتسبته خلال الانتخابات الرئاسية لتصبح مؤسسة مستعصية على الحل. وشارك ثيات وكيليفيو من يانه مار في «حياكة».
- مجد كيّال
كاتب وصحافي، درس الفلسفة والعلوم السياسية في الجامعة العبرية في القدس، وكتب لملحق «السفير العربي» الصادر في بيروت بانتظام، كما نشر نصوصاً سياسية وأدبية وبحثية في عدد من الإصدارات والصحف. وقد تعرض كيّال للاعتقال إثر نشاطه السياسي، وبعد عودته من زيارة لبيروت. حصلت روايته الأولى «مأساة السيد مطر» (الأهلية، 2017) على جائزة مؤسسة عبد المحسن القطّان للكاتب الشاب للعام 2016.