السرد لا يُقرأ عندي بصوت عالٍ، لا أحرك شفاهي وأنا أكتب، قلبي يتحرك من مكانه أو لا يتحرك، هذا شأنٌ داخليٌّ من شؤون الماضي واللحظة في جسدي.
لم أدخل بوابة الصوت. أبحث في النبرات عما يُشبه أو يتشابه، لكنَّ يدي لا ترتفع لطرق بوابة الصوت.
قد أضع يدي برفقٍ على بوابة النبرات، ثم أهرب، كالأولاد الصغار الذين يدقون أجراس الجيران ويهربون للسبب المعلوم ذاته.
لحني يرتدّ في لحمي وإلى الداخل، أما الروح الشقية – يقال – فذهبت في مشوارٍ ولم ترجع. الصوت ليس لعبتي، ولا إزميلي.
لا أحفر في الصمت، إنما في اللانطق. أتفرس في الكلمة، وتتفرس فيَّ، ثم يذهب كلٌّ منا إلى حاله، والجهة واحدة!
كلماتي لا تُنطق، النطق منعدم، كأنما بذلك أنسحب نحو العدم، لكن، ومع هذا، لا أعرف لماذا أترك أثري على الرمل وخلف البوابة، في ذلك البياض الذي يمتد، كأنَّ شيئاً ما يدلّ علي!
أقول لنفسي الأمارة بالسوء والمحبة على حد سواء: خطوة واحدة تكفي، نقطة ماء أخيرة، تمتمة.. أو لا شيء!