نَصبوا للرئيس تماثيلًا في الشوارع على مدار ثلاثين عامًا، حتى إنّه لم يبقَ شارعًا إلا وشوهدَ فيه جسده الواقف على الرخام. وذات يومٍ، بينما هُم يركِّبون تمثالًا – في شارعٍ ما – بدل تمثال شهيدٍ شُيّد مسبقًا، صحا الشهيدُ من نومهِ، وبمجرد أن بدأ بالركضِ، فرّت تماثيل الرئيس كلُّها هاربةً، وفي اللحظة التي صدّقَ فيها الجميعُ بأنّ الشهيدَ انتصر، باغتتهُ فأسٌ على رأسه، فهوى على الأرضِ وانكسرت قدمه ويده، وشُقَّ بطنه نصفين، وأصيب بتهشّمٍ في الجمجمة.
في اليوم التالي، استيقظَ الناس على أصواتِ ضجّةٍ عارمة فهرعوا إلى الخارج، وكانت الصدمة حين شاهدوا ملايين التماثيلِ تخرجُ من كل مقابرِ البلدة بأجسامٍ ضخمة لا يؤثر فيها فأسٌ ولا يقتلها طيرانٌ، تقومُ بقتلِ تماثيلِ الرئيس مِن خلال النفخ عليها.. بأفواهها فقط استطاعت أن تنتصرَ إلى الأبد.
__________________
*قصّة قصيرة من مجموعة اختفاء شجرة باباروتي الحاصلة على تنويه لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب – القطّان (2019).