نَصبوا للرئيس تماثيلًا في الشوارع على مدار ثلاثين عامًا، حتى إنّه لم يبقَ شارعًا إلا وشوهدَ فيه جسده الواقف على الرخام. وذات يومٍ، بينما هُم يركِّبون تمثالًا – في شارعٍ ما – بدل تمثال شهيدٍ شُيّد مسبقًا، صحا الشهيدُ من نومهِ، وبمجرد أن بدأ بالركضِ، فرّت تماثيل الرئيس كلُّها هاربةً، وفي اللحظة التي صدّقَ فيها الجميعُ بأنّ الشهيدَ انتصر، باغتتهُ فأسٌ على رأسه، فهوى على الأرضِ وانكسرت قدمه ويده، وشُقَّ بطنه نصفين، وأصيب بتهشّمٍ في الجمجمة.

في اليوم التالي، استيقظَ الناس على أصواتِ ضجّةٍ عارمة فهرعوا إلى الخارج، وكانت الصدمة حين شاهدوا ملايين التماثيلِ تخرجُ من كل مقابرِ البلدة بأجسامٍ ضخمة لا يؤثر فيها فأسٌ ولا يقتلها طيرانٌ، تقومُ بقتلِ تماثيلِ الرئيس مِن خلال النفخ عليها.. بأفواهها فقط استطاعت أن تنتصرَ إلى الأبد.

__________________

*قصّة قصيرة من مجموعة اختفاء شجرة باباروتي الحاصلة على تنويه لجنة تحكيم مسابقة الكاتب الشاب – القطّان (2019).

Share on facebook
Share on twitter
Share on pinterest
Share on whatsapp
Share on email
Share on linkedin

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الأخبارية؟

سجّل بريدك الإلكتروني

الرجاء تعبة النموذج لحجز مساحة في الجاليري

طلب حجز مساحة في جاليري 28

سيتم التواصل معكم لإتمام الحجز

الرجاء تعبة النموذج لطلب مشاركتك باضافة محتوى في الموقع، مع العلم انه سيتم التواصل معكم لاعلامكم بنتائج الطلب او مناقشة أي تفاصيل

طلب المشاركة بمحتوى

ملاحظة: امتدادات الملفات المقبول pdf, doc,docx