نحن أرضٌ بلا شعب
هياكلُ أشجار الزيتون
برتقالٌ بخدودٍ غائرة
عاديون وفضوليون
نسجدُ في الشوارع.
نحن تركة الأسلاف ومفاتيحهم المُوصدة
زعيق العربات
عندما تجتاز اختبارات العرس والميلاد والجنازة.
***
أضرِموا حرائقَ في الثانية صباحًا حتى نلعقها
ونذهب بعيدًا مع آبائنا معصوبي الأعين
لا يمكن أن يكونوا آباءً على كل حال.
نحن توراتيون
نحن أبناء الجليل
مُجيدو نصف اللُّغات
والمُمتلئون بفجواتٍ سُمّاقية.
***
نحجّ بقداسةٍ أكثر مما أردنا
لسنا إلّا جوانب أخرى
والحقيقة تجدُ طريقها إلينا لتطهِّرنا.
ننتظر لساعات بلباسنا الداخلي
بينما يراهنون: من سيكون الأصعب مراسًا بيننا.
هنا الرصيف حيث أطلقوا النار علينا
وحيث ارتعدت دواخلنا مثل فحمٍ مُشتعل
وحيث أقنعتنا اعترافاتنا بالمشاهدة
لتستمتع بأفلام يوم الأحد
قبل أن تؤرشَف أعمالنا مرةً أخرى.
***
تروي القصة الرسمية حكاية سكين كلّلَت كفها مثل حبات المسبحة
فلن يكون للدفن طقوس
وتُظهر أبنائنا وبناتنا على أنهم وحوش.
نحن زيت التربنتين والحزن الجائش.
يشيدُ العالم بأنّها خطة سلام!
اليوم، يخلق المجند البالغ من العمر21 عامًا
إلهًا مختلفًا لكل فعلٍ بذيء
ثمةَ إله لمثل هذه البذاءات.
يقرر المحتلون بعدم الإدانة
يقولون إنّهم سعداء:
«كان الجندي يؤدي واجبه. تؤكد مقاطع الفيديو هذا أيضًا».
واللهِ، يُقسم الجيران بأنّهما سمعوها تصرخ:
«أنا أُربّي جسدًا عربيًا جديدًا».
لنجرجر جسدها عبر خمسة عقود من الخنق الكولونيالي
يحتاجوننا لنتذكر
ها نحن نشهدُ
نهدّئ الأموات ونُخلّد شارع الشهداء
بالاسم نفسهِ.
هكذا نُبقيه لنا.
***
من نحن، سوى تأبين أطفالنا لنا!
تهزُ جفوني قطعة قماش شطرنجية
وهم صبارٌ شوكيّ
يرفعون سلاحهم حين يروني
ويهمسون: «عاهرة» ويبصقون
ونحن تُخلع أصابعنا وتنفك.
في يوم القمامة
تتطاير قمامتهم وفضلاتهم فوقنا.
تقول أمي:
«هذه الطريقة الوحيدة الّتي يريدون فيها معرفة العرب».
ليس هناك سببٌ وجيه لإنهاء الفصل العنصري
لن نسمح لهم بدخول باصاتنا وأسواقنا ومدارسنا ومصانعنا ومسارحنا واحتفالاتنا.
من غيرنا بنى كل شيء في هذه الدولة؟
***
أبي واجهةٌ غاضبة
ساقاه مشدودتان إثر اغتصاب الدولة الشرجي له
قريبًا سنضربهم بلا رحمة، ونأكل في خُلدهم.
نخسرُ ونخسر
لكننا نتفشّى في المدينة
مثل العدوى.
