أقامت مجلة 28 في غزة حفل تأبين للشاعر الكبير الراحل سميح القاسم، وذلك بالتعاون مع مركز سعيد المسحال الثقافي، في مسرح عسقلان بمدينة غزة.
لم تنسى غزة أن لها حق الوقوف ولو لدقيقة حداد على روح شاعر بقامة سميح القاسم، والذي توفى يوم التاسع عشر من أغسطس، في ذروة الحرب على غزة والتي كانت تحرق البشر والحجر والشجر، لم تنفض غزة عن جلدها ما تبقى من ركام الخراب والدمار، إلا أنها نفضت القليل من أحزانها، لتقف لمسة وفاء للشاعر الفلسطيني الكبير، والذي دائما ما كانت غزة حاضرة فيه وفي قصائده.
افتتح الحفل محمود الشاعر رئيس مجلس إدارة المجلة، حيث أكد في كلمة مختصرة على أهمية هذا الحفل، لنعبر ولو بالقليل عن مدى تقديرنا للقيمة الثقافية الكبيرة والمهمة لسميح القاسم، مؤكدا أن سميح ما زال حيًا بأشعاره وكل إرثه الأدبي الذي خلفه لنا وللأجيال القادمة.
ووجه الشاعر شكره لكل الجهود التي تبنت هذه المبادرة، وساهمت في إنجاح هذا العمل، موجها كبير الشكر للأستاذ يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، والأستاذ سمير المسحال مدير عام مركز سعيد المسحال الثقافي.
قدم كوكبة من شعراء غزة أوبريت شعري موسيقي، على رأسهم الشاعر ناصر رباح، والشعراء الشباب محمد الزقزوق وهشام أبو عساكر، وفداء القدرة، إضافة لمشاركة متميزة للإعلامية سالي الترك، رافقهم على العزف الفنان محمد العطار، وبمشاركة فنية من الفنان التشكيلي ماجد مقداد، والذي أضاف الكثير من البهجة حين رسم لوحة لسميح القاسم على المسرح.
بدوره أكد رائد اشنيورة منسق الحفل، أن فكرة إقامة هكذا حفل في مثل هذا الوقت، جاءت لعدة اهداف، أولها كان تقديم لمسة وفاء لروح القاسم، حيث قامت الكثير من فعاليات التأبين له في مدن فلسطينية مختلفة، وفي عدد من الدول العربية الأخرى، لذا كان لابد من وجود غزة في المشهد الثقافي لهذا الحدث الهام والمصاب الكبير برحيل القاسم عن المشهد الأدبي والثقافي العربي، وثانيها أن سميح توفي في الفترة التي كانت الحرب على غزة مستعرة، ولم نستطع يومها نحن الكُتاب في غزة أن نقدم شيئا لسميح، حيث كان الوجع يتضاعف يوميا تحت زخات القذائف وتطاير الشهداء تباعا، لذا كنا أمام تحدي كبير أن نقيم الفعالية بالرغم من كل الأجواء السيئة التي يعيشها القطاع حالياً، وغياب تام للحراك الثقافي سواء كان من قبل المؤسسة الرسمية أو المؤسسات الخاصة.