في عصرٍ خَرج فيه الفن عن طوره – بحسب تعبير أم الزين بن شيخة المسكيني – وباتَ فيه القُبح حالةً مُعاشة، ذهبَ الفنانون إلى المُريع، وإلى نصٍّ جديد لإخراج الفنّ من مأزقه؛ مأزق موته، وإعادة إحيائه عبر فلسفات جديدة ونص جديد. فبعدَ الدمار الذي أحدثه انفجار مرفأ بيروت، لم يعد بالإمكان ممارسة الفنّ بشكله الكلاسيكي، بل بشكله القبيح والمريع، وليس القبح نقيضًا للجمال بهذا المعنى بالضرورة، بل له غرضه وحضوره فوق القماش، حيثُ تحوّلت الاستطيقية إلى خطابٍ يحملُ في طيّاته القدرة على المواجهة والصمود في وجه الشر المتجذّر في العالم. يقول سمعان خوام: “لم أربح مرّةً واحدة ضد الطغيان أو القمع، كلّ ما قمت به هو أنّي حولتهما إلى لوحات”، لكن في ظلّ هذا الواقع المُرعب، كيف يمكن للفن أن يُقدّم سردية استثنائية؟ وكيف ينجح الفنان في تحويل الدمار إلى واحدةٍ من ألعاب المُخيلة؟لمناقشة ذلك تستضيفُ مجلة 28 الفنان التشكيلي والغرافيتي سمعان خوام في حوارية “الفن في زمن العُنف”،
سمعان خوّام
فنان تشكيلي وغرافيتي سوري-لبناني، ولدَ في دمشق عام 1974، ويُقيم في بيروت منذ عام 1988. استوحى أعماله من واقع الحياة اليومية للمدينة التي عاش فيها، وجذب الانتباه في لوحاته إلى التناقضات السياسية في العالم العربي، والظلم الاجتماعي ونقص التقدير الثقافي والحرب وغياب الحرية. شاركَ في العديد من المعارض الدولية في أبو ظبي ودبي وفرنسا وبرلين وتايوان وجنيف ولندن، ومن معارضه: “حبر”، “معدن”، “فحم وقهوة”، “الرجل العصفور”. كما يُعدُّ خوّام فنان متعدد المواهب، فهو ممثل ومخرج وكاتب سيناريو ونحّات وشاعر، صدرَت له المجموعتان الشعريتان: “مملكة الصراصير” (2001) و”دليل المهرج” (2012).