لقد شغلَ الشعر حيزًا مُهمًا في الذاكرة العربية، ويدلُّ على ذلك ضخامة التراث الشعري لدى العرب، واكتنافه بالإنشاد كطقسٍ موسيقى ديني أدبي، ومن ثمّ تطوّره مع تحوّلات الأشكال الشعرية عالميًا، وخروجه من عباءة الأوزان الخليلية الثقيلة، وتخفُّفه من أجراس موسيقية ثابتة وبنى إيقاعية كانت تعيق تقدمه. ومع إضفاء المتصوفة تنويعاتٍ على القصيدة العربية، صارت أكثر اختزالًا وأكثر مساحة للمخيال، مع الحفاظ على نظامها ونسقها الموسيقي. لقد مثّل التفجير والخروج عن الشكل، والتناثر على الحواف؛ حواف المعنى والمبنى، كينونة قصيدة النثر، بحيث كانت صيرورة في كل مكان، رسم بالكلمات، ونحت بالكلمات، ورقص في المساحات بالخطى والموسيقا والكلمات.لمناقشة إشكاليات قصيدة النثر العربية، ومسار الحركة الشعرية الحداثوية العربية، وعلاقة الذاكرة والمكان الأول بالقصيدة، والعلاقة بين السرد والشعر، تدعوكم مجلة 28 لحضور اللقاء الأول من حواريات “الفن.. العين الوحيدة للعالم” مع الشاعر والروائي اللبناني عباس بيضون.