دولة للأطفال في غزة
نفذت مجلة 28 في قطاع غزة فعالية الحفل الختامي لمبادرة دولة الأطفال 2022-2023 بتمويل من صندوق روى، وبإشراف إداري من جمعية مركز غزة للثقافة والفنون.
يوم الأربعاء الموافق 8/3/2023، استقبل مسرح جمعية الهلال الأحمر بغزة، تل الهوى، فريق عمل المبادرة والأطفال، والحشد الجميل من الجمهور وأهالي الأطفال والشخصيات المجتمعية،وقدم أعضاء دولة الأطفال خلال الحفل فقرات متنوعة، اشتملت على الغناء الفردي والغناء الجماعي “الكورال”، فقدم الأطفال اغنية “دولة الأطفال المبدعين” وهي أغنية أعدت خصيصاً، لتجسد هوية الأطفال خلال أنشطتهم في المبادرة. ومن كلماتها “لو بدنا نحكي ونقول .. شو بدنا نحكي عنا.. إلنا قلوب وإلنا عقول .. حلم بعيد بيجمعنا”.
كما وقدم الأطفال بأصواتهم الجميلة الجاذبة فقرات غنائية أخرى لأغاني من التراث العربي والفلسطيني كان منها “زوروني كل سنة مرة، آه يا للي، يا دنيا سامعاني، الحلوة دي موطني، إحنا طلائع فلسطين”.
فيما اشتملت فقرات الحفل على قيام أطفال الدولة الصغيرة، بإلقاء الخطاب الحكومي لدولة الأطفال، في مجالات الصحة والتعليم والحق في اللعب وعمالة الأطفال.
وقد قدم الأطفال خلال هذا الخطاب، بيانات موثقة حول معاناة الأطفال في فلسطين في تلك المجالات، وأكدوا على النقص الحاد في تطبيق القوانين الخاصة بحماية الأطفال في تلك الحقول، مبينين حجم المعاناة لدى الطفل الفلسطيني.
تجارب
وافتتح الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني، ثم أغنية دولة الأطفال، ومن ثم ألقي الكاتب حسام معروف المشرف العام على المبادرة، ومنسق الأنشطة والفعاليات في مجلة 28، كلمة الحفل، وخلالها أكد معروف على أهمية الاعتناء بالطفل وإتاحة المساحة الخاصة له للتعبير عن رأيه، وإشراكه في تجارب ترفع من مستوى قدراته الذهنية، وتعزز من سبل نيله لحقوقه.
وقال معروف:” إن الهدف من المبادرة تكوين مجتمع من الأطفال، قادر على التحاور والتماسك من أجل الوقوف على السلبيات المحيطة بالأطفال داخل المجتمع الفلسطيني في الواقع.
وأفاد خلال خطابه:” إن الأهمية المترتبة على إشراك الأطفال في حيز اجتماعي ثقافي، أن يستطيع الطفال ممارسة حرية الرأي، وأن ينمي مواهبه، وأن يتعرف على القوانين الخاصة به، وكذلك تمكينه من اكتشاف هويته كطفل، وطريقة تقاطعه مع العالم الخارجي”.
حيز تفاعلي
وقالت منسقة المبادرة الفنانة التشكيلية لميس الشريف: “أن أهمية هذه المبادرة تكمن في تواجد الطفل ضمن مساحة تفاعلية، تتيح له اكتشاف ذاته، والتعرف على أدوات مختلفة فنية وحقوقية من اجل تطوير المجتمع المحيط به”.
وأفادت الشريف: “إن هذا التجمع الطفولي، يأتي في ظل الظروف المعقدة اجتماعياً وثقافياً وأمنياً، التي يعايشها هؤلاء الأطفال، والتي تحجم من تفكيرهم وقدراتهم، وتفقدهم الثقة في العالم، وهذه المبادرة ما هي إلا محاولة لإعادة الطفل لمنطقة جمالية عبر التفكير والإبداع والمشاركة”.
تفكير ناقد
وتقوم فكرة مبادرة دولة الأطفال على إنشاء مجتمع من الأطفال، يتمكن من التناغم والتشارك والحوار، من أجل الوقوف على الاختلافات في الآراء والهويات والمشاكل، ووضع آليات للتغلب عليها، وجاء ذلك من خلال تعريف الطفل بقوانينه الخاصة، وأهمية خوض التجربة الانتخابية للمجتمعات، بالإضافة إلى تطوير أدوات التفكير الناقد لدى الطفل.
أنشطة فنية موجهة
وقد جاءت الأنشطة الحقوقية خلال تنفيذ المبادرة، لتحفيز الطفل على التفكير في طرق تكوين المجتمعات السليمة، وقد تم تدعيم ذلك من خلال أنشطة فنية تدعم تلك الفكرة، من خلال تكوين فريق موسيقي من الأطفال وتدريبه لتدعيم فكرة الوطن الجميل في عالم الطفل.
فتمكن فريق فني يتكون من ستة أطفال يعزفون على آلات العود، والطبلة، والكاخون، والناي، والقانون، من تقديم مقطوعات موسيقية، وغنائية بشكل احترافي، وبإشراف فني من المدرب أحمد أبو حسنين.
وعبر المبادرة، تمكن الأطفال من التقاطع مع الأفكار الحيوية التي تقوم عليها الورشات، من خلال إشراكهم في عدة ورشات للفن التشكيلي، حول الهوية والمطار والعالم الفلسطيني، بمتابعة الفنانة فداء الحسنات.
وقد تمكن الأطفال خلال المبادرة من إتمام انتخابات تشريعية صورية، وفق القانون الفلسطيني، ومارسوا خلالها خطوات الترشح، والدعاية الانتخابية للمرشحين، وتعرفوا على خطوات عملية تتم من خلالها عملية الانتخاب، بإشراف من القانوني عبد الله شرشرة.
كما وتمكن الأطفال المنتخبين في قوائم خمس، من تشكيل حكومة لدولة الأطفال، بواقع طفل من كل قائمة، وتقوم هذه الحكومة بصياغة متطلبات الأطفال وتقديمها للمجتمع الفلسطيني.
وفي ختام الحفل، أقدم الأطفال، أمام الجمهور على تنفيذ الانتخابات الرئاسية لدولة الأطفال، عبر الاقتراع، من خلال الصندوق الانتخابي، لانتخاب رئيس لدولة الأطفال، ومن ثم أعلنوا قيام دولة لهم.