أوبريت ” الأبنودي يشبه قلبنا “

فتحت ستارة المسرح على مجموعة من الفنانين التشكيليين، بألوانهم وأدواتهم المتألقة بين أصابعهم، ليرسموا ويلونوا على قطعة قماش، شغفهم وحبهم ووفائهم، في نفس الوقت الذي يصدح فيه صوتُ “الخال” في أرجاء المسرح، ويغني الحضور معًا “آه يا اسمراني اللون”، ولينتهوا من عملهم بجُملة “الابنودي في قلوبنا”

هكذا تعلن غزة وفائها وحُبها وعرفانها الكبير، لشاعرٍ عربي مصري تركَ بصمتهَ في الوجدان العربي عامةً، والفلسطيني خاصةً، كيف لا وهو الذي رددنا أغانيه بكُل حب وشوق عبر أجيال متتالية، ستبقى وفية لرحلةِ شابٍ خرجَ من أبنود متمردًا، ليصلَ القاهرة وينطلق مشوارهُ إلى قلبِ كل عربي، كيف لا وهو من كتب “عيون القلب وأحلف بسماها وبترابها، وقلبي ما يشبهنيش، وساعات ساعات … ” وهو من قال للثوار في الميدان ” صباح حقيقي ودرس جديد أوى في الرفض، أتاري للشمس صوت وأتاري للأرض نبض، تاني معاكم رجعنا نحب كلمة مصر، تاني معاكم رجعنا نحب ضحكة بعض”.

فعلى خشبة مسرح الجمعية الفلسطينية للتنمية والاعمار “بادر” يوم الأحد 31-5-2015 نفذت مجلة 28 وشركة INK للانتاج الاعلامي، أوبريت “الأبنودي يشبه قلبنا” بمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيل الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي، في لمسة وفاء لكل الإرث الذي تركه “الخال” في نفوسنا، ولكي نعُلن حُب غزة والشعب الفلسطيني لمصر وأهلها.

“حين توفى الخال ترك في قلوبنا أسى وحزن كبير، لما يُمثله لنا من أهمية كبيرة في وجداننا، وفي أدبنا وثقافتنا وإرثنا العربي المبدع والمتميز، كيف لا وهو من رددنا أغانيه منذ طفولتنا، حين كنا نملأ قلوبنا بالأمل ونحن نغني، عدى النهار و أحلف بسماها وبترابها، لذا منذ اللحظة الأولى قررنا أن نقيم حفل تأبين يليق بقامة الخال وأن يكون بمناسبة مرور أربعين يوم على رحيله”، قال رائد اشنيورة رئيس تحرير المجلة ومخرج الأوبريت، مضيفًا أننا نتبع تقليد مهم في عمل المجلة وهو اقامة احتفالات ثقافية مختلفة ومتنوعة، وخصوصًا في المناسبات التي نفقد فيها قامة أدبية وشعرية عربية، بالاضافة إلى حرصنا الدائم على تقديم فعالياتنا بشكل مختلف وغير تقليدي.

ويؤكد اشنيورة أن التحضيرات التي سبقت الأوبربت كانت “شيقة وممتعة، بمجهودات عفوية بحتة من كل المشاركين في الحفل، حيث أنه لم يكن لدينا الوقت الكافي ولا الدعم الذي نستطيع من خلاله إنجاز كل ما نفكر به، من أجل اقامة حفل تأبين يليق بالأبنودي، إلا أننا استطعنا وفي فترة وجيزة التجهيز للحفل وتنفيذ بصورته الجميلة، والتي كان الفضل فيها يعود لكل المشاركين ولكل من ساهموا معنا كي ينجح هذا الحفل، لإيمانهم العميق بواجبهم تجاه حبهم للأبنودي”.

وعن فكرة الحفل وكيف تطورت إلى أن أصبحت حقيقة على خشبة المسرح يقول اشنيورة ” نحن في فريق عمل مجلة 28 نؤمن تمامًا أن هناك الكثير من المواهب والمبدعين الشباب في غزة التواقين للظهور والابداع، كي يرى الجمهور فنهم وإبداعهم، فقمنا بوضع تصور مبدئي لسيناريو الأوبريت، بحيث يكون من وحي الأبنودي وأعماله، فقد شارك في الأوبريت مجموعة من الفنانين التشكيليين الذين قاموا برسم جدارية خاصة على خشبة المسرح بقيادة الفنان ماجد مقداد، بالاضافة لمجموعة من العازفين الموسيقيين والمغنيين الشباب، والذين قاموا بكل حب وفي زمن قياسي وتحت ضغط الوقت والعمل، من إنجاز مجموعة من الأغاني التي كتبها الأبنودي وغناها كبار الفنانين العرب، مثل عيون القلب لنجاة الصغيرة، التي غنتها الفنانة هديل أبو شر، بالاضافة لمشاركة جميلة للفنان حسام معروف بأغاني للنجم محمد منير، يونس ويا حمام بتنوح ليه، كما قام الفنان المبدع أيمن أبو عبده بغناء توبة وأه يا اسمراني اللون، كما تم مزج الغنا بالشعر، حيث ألقى الشاعر عبد الرؤوف سمير قصيدة القدس قدسي للأبنودي وقامت عبير أبو النجا بإلقاء قصيدة يا منِة، كما كان للفنان محمد زهد وفرقة خطأ مطبعي مشاركة متميزة بمجموعة من أغانيهم والتي تُشبه في ثوريتها وعفويتها ما كتبهُ الأبنودي وغناه الفنانين العرب”.

تقوم مجلة 28 والتي تسعى من خلال سياستها العامة لإقامة مجموعة من الشراكات الهادفة لتنشيط المشهد الثقافي في غزة، وذلك من خلال التعاون مع مجموعة من المؤسسات والشركات لتنفيذ أنشطتها والتي تلتقي معها بالهدف والايمان بالفكرة، حيث يؤكد محمود الشاعر رئيس مجلس الإدارة أن العمل على تنفيذ فعالية ثقافية بحجم أوبريت فني ليس بالعمل السهل، مضيفًا : ” منذ ولادة الفكرة الأولى كتبنا المبادرة على ورق وتوجهنا لمجموعة من المؤسسات والشركات للحصول على دعم وتمويل للفعالية، وقد نجحنا في توفير ما نحتاجه رغم صعوبة الوضع الاقتصادي في قطاع غزة، وذلك من خلال شركاءنا الذين لم يوفروا الجهد من أجل انجاح الفعالية”.

ويرى الشاعر أن العمل الجماعي هو سر النجاح، ابتداءنا من تعاوننا مع الاتحاد العام للمراكز الثقافية ممثلة برئيسه يسري درويش، والذي دائما ما يقدم لنا العون والدعم للاستمرار في عملنا، مرورًا بجمعية بادر ومديرته الاستاذ منال عواد، والذي وفرة كافة الامكانيات على خشبة المسرح، كما كان لشراكتنا المميزة مع شركة INK ومديرها سعود أبو رمضان، الأثر الأجمل في إنجاح الفعالية.

ويؤكد الشاعر أن أهداف المجلة المستقبلية تجعلها دائما وأبدا في تحدي مع الوقت ومع الظروف السيئة التي يعاني منها قطاع غزة، مضيفًا: “نحن نقوم بما نؤمن به، وهذا يجعلنا دائما قادرين على الاستمرار والعمل والكفاح من أجل مشهد ثقافي فاعل وحقيقي في غزة، هادف ومميز، يسعى لتسويق مبدعيه وشبابه بالصورة التي تليق بهم، وتجعلنا دائما بصورة أجمل من صورة الموت والدمار، فنحن شعب يثبت دومًا حبه للحياة، وقدرته على الحب والغناء والموسيقى والشعر، والكثير من الجنون” .

Share on facebook
Share on twitter
Share on pinterest
Share on whatsapp
Share on email
Share on linkedin

إشترك في حدث قادم

نعلن عن فتح باب التسجيل في نادي السينما بدعم من مؤسسة فيلم لاب، وهو جلسات حوارية تناقش مواضيع سينمائية متخصصة يشارك بها شباب مهتمون بالفنون البصرية، من خلال عروض ومناقشة الافلام التي تطرح بالضرورة القضايا الانسانية والوطنية والمجتمعية، لتعزيز ثقافة السينما لدى الفرد والمجتمع ونقاشها بإطار تفاعلي.

فعاليات أخرى

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الأخبارية؟

سجّل بريدك الإلكتروني

الرجاء تعبة النموذج لحجز مساحة في الجاليري

طلب حجز مساحة في جاليري 28

سيتم التواصل معكم لإتمام الحجز

الرجاء تعبة النموذج لطلب مشاركتك باضافة محتوى في الموقع، مع العلم انه سيتم التواصل معكم لاعلامكم بنتائج الطلب او مناقشة أي تفاصيل

طلب المشاركة بمحتوى

ملاحظة: امتدادات الملفات المقبول pdf, doc,docx