كنت أستطيع قبل فرض القيود على الحركة، بين المدن والقرى، بسبب الوباء، أن أستعمل حجة: أنا مشغولة، لأغطي على رغبتي في عدم مبارحة مكاني، «أريد أن أعلق هنا، اتركوني!».
هذا ما كنت أفكر فيه على الدوام، لكن دون أن أبوح به. ولا يعني الامتناع عن قول ما أفكر فيه أنني أريد تحويله إلى موضوع للدفاع.
ثم الدفاع عن ماذا؟
عن البقاء في البيت. مجرد البقاء في البيت؟
الدفاع عن حق الزمان في المكان!
اعتدت أن أعود إلى قريتي كل أسبوع أول انتقالي إلى رام الله العام 2011، وبعد سنتين أو ثلاث، أصبحت أعود كل أسبوعين، في مرحلة فاصلة بين الفترتين عدت كل يوم بالمواصلات العامة، صحوت باكراً لشهور ووقفت وسط القرية، مقابل بئر «طبش»، على الشارع العام وسط القرية، في صباحات الشتاء الباردة، وكانت الوحدة تنغز، ومنذ صار لي بيت خاص، بدأت أستعمل كلمة «منشغلة».
كانت الحِجة تنجح، كي أقول إني غير قادرة على أخذ المواصلات العامة والعودة إلى القرية. لكن هذا الانشغال كان يجب أن يكون مفيداً حتى يكون مقنعاً كدليل، جارحاً كمشرط، صالحاً كذريعة، وكلمة مفيد رغم أنها كلمة فضفاضة، إلا أنها صفة أي عمل يجعل من الإنسان يشتغل لصالح مصلحة ما، مصلحة تجعل منه عبداً لقوة أخرى، كالالتزام بالوظيفة لصالح صاحب العمل، وهي أي وظيفة عند أي صاحب عمل، ومجرد هذا الالتزام لا يشترط الحصول على أجر لتحقيق تلك العبودية، على الرغم من الحصول على ذلك الأجر، فالأهم من الأجر هو ضمان العبودية ذاتها، عندما يتحول الأجر إلى قيد، هو، لو فكرنا، ليس أكثر من إكسسوار لمواصلة دور العبودية، وتبريره، فالجميع يسعى إلى أن يعرّفني، شأني شأن الآخرين، على هذا النحو، ليسهل التعامل معي، عندما أشبه الجميع، عندما أشبه من يحدثني، أو يتوقع مني نتيجة أو رداً على سؤال لو سألني أو تحدث معي مجرد حديث:
كانت الغاية أن نصبح نسخاً من أولئك الذين يخرجون من البيوت فقط!
العبودية وحدها، داخل الجماعة، تعطي مؤشراً، على مكتسب آخر من مكتسبات الزيف، ثم يرتبط هذا المؤشر بكلمة أخرى هي كلمة «مفيد». منشغل أي أنك تقوم بعمل مفيد، ومنشغل بما هو مفيد تعني أنك وصلت إذن لتراوح مكان «الأمان».
لكن، لِكم من الوقت تصلح كلمتا الأمان والفائدة، للاستعمال، مقرونتان بكلمة «الانشغال»؟
في حالتي، تصلح كلمة منشغلة للاستعمال شهراً واحداً على أبعد تقدير، وسوف تتأثر النتيجة بفضائل المجموعة التي أتعامل معها، فأنا لا أعيش وحدي، ولو كنت أعيش وحدي، فأنا أعيش وحيدة داخل مجموعة من المجموعات، كالعائلة أو الأصدقاء، أو أكثر من مجموعة في الوقت نفسه، وحيدة مع الناس كلهم، حتى الذين لا أرتبط بهم بشكل مباشر، وحيدة مع صاحب السوبرماركت لمجرد أنني أشتري من عنده الخبز أو البيض، وحيدة مع صاحب «الفورد» الذي أنقده ثلاثة شواكل كلما تحركت من وسط مدينة رام الله إلى الحي الذي أقيم فيه، والذي ستكون نسبة أن أركب في حافلته مرتبطة بعدد الحافلات التي تتحرك على هذا الخط للمواصلات، وبعدد خروجي من البيت ودخولي إليه، وبعدد المرات التي صعدت فيها في المواصلات العامة، وبعدد الصدف التي جعلتني أصعد في هذه الحافة دون غيرها، مع هذا السائق دون غيره، على الرغم من كل هذا، فهذا السائق يؤثث وحدتي، فيقلل مساحتها بوجوده الضئيل والزئبقي وغير المكترث:
فالحقيقة أنه لا يوجد وحيد كامل!
حدث وانشغلت نوعاً من هذا الانشغال، في شهر آب 2017، لكن الحكاية الحقيقية كانت أنني علقت في لبنان بسبب سحب جواز سفري الفلسطيني، التفت إليه موظف أمن صغير السن، حديث الالتحاق بالوظيفة على ما استنتجت من سرعة حركته وتورد وجهه وهو يلتفت إليّ عاثراً على ما سميته «اللقيا»، وهو بهذه الصفات يريد أن يثبت لسيده أنه «مفيد»، التقط على جواز سفري ختماً للمعابر الإسرائيلية مطبوعاً على جلدة جواز السفر الفلسطيني من الخارج. بطبيعة الحال، لم أتحول إلى عصفور يطير عن الحدود ليحط في الأردن، الطرف الشرقي لفلسطين المحتلة، دون أن يلتقطني جنود الاحتلال الإسرائيليون، كما التقط ذلك الموظف هذه العلامة، فلا يطبعون على جواز سفري ما يثبت دورهم في تقليص وحدتي!
وكل من هذا الموظف الذي عثر على الطابع في بيروت، والجندي الذي وضعها على جسر «اللينبي»، عبد لوظيفته، وبما أنهما عبدان ويعملان لصالح رب العمل، فعلى عمل الاثنين أن يكون مفيداً، ما داما يتلقيان الأجر مقابله، مقابل العبث بتنقيل وحدتي بين مدينتين!
سافرت لتوقيع روايتي «جنجر»، مع رسامة غلاف الرواية، الرسامة اللبنانية مايا فداوي. رسمت مايا الكلب جنجر، والقطة كشة، وكليمنص بروبها البرتقالي، وأمها أم مرقص، بثوبها الفلسطيني المطرز. لقد تحمست الفنانة مايا ذات يوم، فقالت:
لماذا لا نوقع الكتاب معاً هنا في بيروت؟
ووقعناه في مقهى التاء المربوطة، في حي الحمراء، في بيروت.
يحدث أحياناً أن أتورط في الانشغال من الداخل، تورطني «كُبرة» حيلتي. ففي الحقيقة أنا أحب أن أبقى في البيت.
فما الذي دفعني إلى هناك، خارج البيت؟
وهناك والبيت: مكانان. فمن دفعني من مكان إلى مكان آخر؟ ما هذه القوة التي حركتني؟
كأن الحياة هكذا أصبحت مجرد مكان خال من الزمن. حتى فعل الدفع «القوة» ليس هو المهم فيها:
المهم: هنا هناك. البيت وخارج البيت.
لم يرتبط «الانشغال» في لبنان بما سافرت لأجله، بل جرى تفسيره من خلال تأليف حكايةِ أنني عدت إلى رام الله، وانشغلت في رام الله، وبينما أنا منشغلة في بيروت أزور الأمن العام اللبناني كل صباح، في محاولة لتخليص جواز سفري الذي ظللت أدفع به عبر الأصدقاء، المتطوعين لاستعادته، حتى وصل إلى أحد جوارير مكتب المدير العام لـ«المديرية العامة للأمن اللبناني»، شخصياً، عباس إبراهيم! فكانت تذهب معي صديقتي الشاعرة الإيرانية مريم حيدري مرة، وتذهب معي صديقتي القطرية هنادي مرة أخرى، وكلتاهما جاءتا إلى بيروت للقائي، دون فائدة سوى الذهاب والإياب من وإلى الأمن العام!
كان التفسير العملي لأهلي أنني منشغلة في رام الله، في التحضير لمؤتمر وهمي، حيث مكان عملي، وهذا يعني أنني، بينما كنت أعيش كل يوم بيومه فتقتصر أمنياتي على استعادة جواز سفري في بيروت، كنت محمية بكلمة «الانشغال»، فأقوم بأعمال مفيدة وآمنة في رام الله!
ما الذي جعلني أخرج من البيت؟
أنظر إلى السؤال فلا أجد فيه سوى مكان واحد!
هل يعني هذا أن الخروج من المكان الذي أعرفه خروج إلى الفراغ، وليس مهماً إن كانت طريقة الخروج هبوطاً أم صعوداً في المكان، دفعاً عن حواف المكان أم الخروج منه بتحريك المفتاح في عين الباب وإيلامها؟
وهنا أستطيع أن أنظر إلى الوراء فأجد ليس حجم الكذب فيما حصل، وأسريت به لواحدة من أخواتي فقط حتى أحرر نفسي من قلق الآخرين: العائلة والأصدقاء، فالموضوع ليس علاقة له بالكذب، بل بتعريف الفرد داخل جماعته، أي من أين يكتسب الفرد حريته في أن يتحرك، وأن يكون قادراً على قول حقيقة رسم خارطة حركته، دون تكلف، وهو يغادر مكانه أو يظل فيه، أي وهو يجد موقعه فوق الأرض، في سفره في العالم، إن ذلك أعلى مراتب شغفه؟
ثم من أين يكتسب هذا الفرد تعريفاته، من معجمه الفردي، أم من معجم الجماعة، ليستطيع بعد ذلك أن يضع تعريفاً للمفردات التي يستخدمها؟
كلمتا الفائدة والأمان مثلاً، ثم كيف أني كنت التطبيق العملي لنموذج العبودية الطوعية، مع أنني ظاهرياً أنا المثال العملي للثورة على تلك العبودية، وكلمة ثائر التي تحمل معنى الرفض، والتي تجد، داخلها، تبريراً مؤقتاً لأن أكون عبداً، لكن بمجرد توفر الطواعية فيها، فكل ذلك ينتفي، الثورة تنتفي، أنا نفسي نفيت نفسي من تلقاء نفسي!
إذن ماذا يفعل الفن هنا؟
لقد تكلفت حين قلت إنني منشغلة، بينما كنت أذهب كل يوم لزيارة الأمن العام، للاستفسار عن جواز سفري. لقد أعطيت للآخرين، خارج بيتي، فرصة مصادرة حريتي تماماً، فأصبحت كأنني في سجن، إلى الحد الذي أصبت جراءه باضطرابات في جهازي الهضم والعصب! أمسكت صديقتي التي لولاها، وصديقتين أخريين، لصرت بلا مأوى، إصبعي الإبهام والسبابة، وهما يفترقان، وثبتتهما، اعتقدت أنهما سيواصلان التباعد عن بعضهما البعض دون تدخل مني، حتى ينفصلا تماماً، ثم عن قدمي، لأصبح امرأة بثلاثة أصابع في قدمها جراء خروجها من بيتها! وعندما طارت الطائرة التي كان ينبغي أن أكون على متنها عائدة إلى البيت، كنت أستجيب للضغط القوي على معدتي فأضع رأسي في المغسلة في أحد فنادق الرملة البيضاء على الطرف الجنوبي من كورنيش بيروت، لاستفرغ هذه الكلفة.
كتبت وأنا أجلس على حافة بركة السباحة، فظنني عجوز لبناني، قرأ لي شعراً عمودياً لنزار قباني يحفظه عن ظهر قلب، الخادمة القادمة مع واحد تسبح في البركة، فقلت له:
لا … أنا شاعرة.
وقرأت له:
مقاعد حمراء
منثورة على النوافذ
خالية من الأفكار
خلفها ستائر رمادية
ساكنة، ليس بيدها فعل شيء
كل هذا الصمت الملوّن أراقبه من هنا؛
من جانب البركة الزرقاء
ولا يحرك فيّ الرغبة لمناداته.
كان كل ما يحيط بي خارج البيت، في ذلك المكان، الوحدة، حتى طعم الماء والأكل والهواء، وكل ما كنت أريده، وأنا أدلّي ساقيّ في بركة السباحة، وأحدق في المناشف الزرقاء المنثورة فوق المقاعد الحمراء التي ذكرتها في القصيدة، فأشعر بالفراغ الكبير داخل المكان:
هو أن أكون في البيت.
أن أنشغل في البيت.
يعود البيت مرة أخرى في هذه العبارة إلى اقتران الانشغال بالمكان الذي أعرفه وآلفه، الانشغال، بما له من صفات الفائدة والأمان، يعودان ليقترنا بالبيت. إن كان هناك أجر في البيت يحصل عليه العامل فيه، صاحبه، فهو بقاء صاحبه في البيت، وإن كان من عبودية، فهي أن يكون الفرد عبداً لنفسه.
الانشغال في البيت يعني الخضوع لعبودية النفس للنفس.
أن استعمل الكلمة، وما توحي به من معانٍ، هناك، أن أتكلف ثمن ثلاث مفردات دون أن يرف لي جفن.
أنظر هنا كيف أن للكلفة أيضاً معنى نسبياً، وكيف أن كل معنى فضفاض لا تكفيه كلمة ضيقة لتعبر عنه، وأن القيمة لا يفرضها السياق بقدر ما تفرضها الحاجة إلى الاستعمال من أساسه:
فلو لم أخرج من البيت، لو لم أسافر، لما اضطررت إلى كل هذا! ولماذا فكرت بتوقيع الكتاب في مقهى التاء المربوطة في بيروت، ألا يكفي كتابة الكتاب ثم نشره؟
ألا يكفي الكاتب أن يكتب؟
ما الذي يجعلني مضطرة لرؤية كتاب آخرين إذا كان ما يؤرقني هو كيف أحصل على قصص أكتبها، وهذا ما يمكنني أن أفعله لو تأملت في كلب يلهث، أو وردة تتفتح، أو ستارة ترفرف، أو جرس يرنّ، وما الذي يضطرني إلى المشاركة في مؤتمرات، وأنا كاتبة، ولست بائعة جوالة أو شيء من هذا القبيل؟
لماذا لا أضع حداً لرغبتي في الحركة وضدها، أي أنني أنا الأخرى:
لماذا أشارك في تسهيل تعريض الفنان وفنه للعبودية بالخروج إلى العالم الخارجي ومقابلته؟
يطرح فيلم ( certified copy)، أسئلة حول صناعة القيمة، فمثلاً أشجار السرو التي رآها جيمس وماري، على جانبي الطريق، فقال جيمس إن كل شجرة منها لا تكرر الشجرة الأخرى، إنها أشجار بمثابة التحف الفنية المعروضة في الخارج، لكن الجميع يمر عنها دون أن يعطيها قيمتها الحقيقية، تلك القيمة التي كان سيصبح لها ثمن لو وضعت هذه الأشجار في متحف ما، لكنها الآن متروكة يستمتع بها الجميع بالمجان!
هذه الأشجار التي لو فكرنا بوضعها في كتاب، ليس لإعطائها قيمة، بل كأننا نمارس سلطتنا على الآخرين فنقول لهم:
إنها تمتلك قيمة، انظروا.
لكن لا يمكن وضع كل شيء في كتاب واحد كما جاء في رد جيمس على مقترح ماري بوضع هذه الأشجار في كتاب. كتابه هو في النقد الفني.
لا يمكن وضع الوحدة في كتاب أيضاً لتكتسب قيمتها.
الوحدة ذات قيمة وحدها، متروكة وحدها، لنفسها، حتى بعيداً عن صاحبها. خارج البيت، أيضاً، الذي يسمى بيت الوحدة، باسمها:
وحدة.
إن خروج الجنين من بطن أمه لمواصلة الحياة، ومغادرة المواطن لبيته كل يوم لتأمين لقمة العيش، والسفر خارج حدود البلاد للدراسة أو السياحة، أوليست كلها كلف زائدة؟ استدعت انشغالات من أنواع ما، كان الهدف منها في المعظم ليس التستر على الحقيقة، بل جعل كل شيء يبدو مفيداً وآمناً: في حالة الجنين لاستمرارية الجنس البشري، ولإطعام الأولاد وإنمائهم كما في حالة المواطن، وفي حالة المسافر لإعطاء الحياة، التي خرج الجنين من بيته الآمن إلى بيتها المسكون بالمخاوف، ذلك المعنى: أنها تستحق أن تعاش؟
ثم في حالتي أن يصبح مفسراً ومبرراً لأهلي أني لا أضيع وقت الحياة، إنني أستثمره بشكل جيد، إنني وحيدة تستثمر وقتها بكل ما هو مفيد، ما يؤكد انتماءها لجماعتها، لأنني كلما قلت لأهلي، كأنني أدافع عن غيابي:
أنا منشغلة بالكتابة!
كتابة! كلمة غريبة.
ماذا تفعل هذه الكلمة في الحياة؟ ما معنى إسناد كلمة انشغال بها؟ لماذا ينشغل إنسان على وجه الأرض بالكتابة؟ وكتابة ماذا؟ ولن ينجوَ الأصدقاء من هذه الإشارات. ستختلف ملامحهم فقط. وستصلح هذه الإجابة مرة أو اثنتين أو ثلاثاً، لكن ليس إلى الأبد، فما معنى أن ينشغل المرء بالكتابة طوال حياته؟ ما معنى أن تنشغل امرأة بالكتابة طوال حياتها؟
إنها مجنونة، أو مريضة نفسية أو فاشلة اجتماعياً؟ قد تكون عديمة الثقة بنفسها، فاقدة لأهلية المرح، متدنية القدرات في مهارات الطبخ والرقص والتكيف والجمال … إلخ
عدت من مدينة بيت لحم بعد أن زرت مكتبة تنوين، في 21 من شهر كانون الثاني/يناير 2020، أي قبل شهرين من فرض القيود على الحركة في فلسطين، ومعي كتاب: إذا وقعت في حب كاتبة، ترجمة المترجمة الفلسطينية الشابة أماليا داود، والكتاب مجموعة مقالات إبداعية لجانيس والد وآخرين، كنت هناك لتوقيع روايتي مصنع الذكريات، بتقديم الروائي والباحث الصديق أسامة العيسة، عدت بالكتاب مملوءة كأنني أعود بجواب، عن سؤال لم يطرحه الآخرون. وددت لو أمرر الكتاب على كل من حولي، ليقرأوا المقالة في صفحة 139، لجانيس والد بعنوان: أشياء لتتذكرها إذا وقعت في حب كاتبة. يبدأ والد في هذه المقالة نصائحه بقوله إن عالم الكتاب عالم مختلف لكنه جميل، ويؤكد متعجباً من عظمة الارتباط بكاتبة.
يا إلهي، هناك من يمجّد الكاتبة كما يمجّد مثمنو الخشب النجّار!
عظيم. مدهش. منصف.
ثم يورد والد نصائحه على أمل أن تساعد من يعيش في جوار الكاتبة على فهمها، ثم ينهي مقالته بدعوة إلى التأكيد على استحقاق الكتاب إلى تفهم من حولهم.
أكاد أهتف مع كل نصائح والد:
أوه. وعيناي تدمعان.
ما هذه الوحدة؟
أليست الوحدة لكاتبة أن تبكي دون أن تجد طريقة تشرح فيها للآخرين سبب بكائها، بل تجد الوقت الكافي لكتابة ما لم تستطع شرحه، ثم أن تتوارى في بيتها؟
هذه الوحدة التي بدأت تجريبها بعيداً عن سائق « الفورد» وصاحب السوبرماركت منذ 23 من شهر آذار/مارس 2020.