زيان حسن العرايشي – 15 سنة
لم يكن هواءٌ ما استنشقتُه هذه المرة
بل كان سديمًا
كان كفيلًا ذلك النفسُ العميق
بأن يزهر دمي
يلونه بمزيج الأزرق.. الأسود.. والبنفسجي.
يأسرني قوسُ قزحٍ
بجناحين موسيقيين
ليجعل قلبي عازفًا كونيًا،
يعزفُ سيمفونيات الأفلاك البعيدة.
كان كفيلًا ذلك النفس
بأن يهبَ عينيّ لمعان النجوم
وينبت في رأسي مذنباتٍ طويلة
كان كفيلًا، بأن يغرقني في الفضاء.
شعرتُ بأنّ المجراتِ موطني
شعرت كم أنّي شاسعة!
وأن في صدري عالمًا تملؤه النجوم
بجسدي الصغير
أرتطمُ في حضن الكون
أركب أرجوحةً غريبةً
كسلسلةِ لآلئ طويلة
تجلس فيها
كأنّك على كوكبٍ دُري!
أتأرجحُ
ألامسُ زجاجَ السماء
ألتقطُ شهابًا،
أتمنى أمنية
ثم أطلقه لعنان الفضاء!
أصافح غيمة،
أحدثها عنّي:
أنا مخلوقٌ أرضي
أتيت إلى هنا عبر نفسٍ خاطئ
تتعجبُ!
أحببت حياة العلو،
سأبقى هنا للأبد
سأكتب لكم رسائل سماوية
أنا في الأعالي
لا تخافوا، أنا بخير
آكلُ كعك النجوم
أشربُ نقاء المطر
أتزلجُ على خصر زحل،
تخيط لي الشمسُ ثيابًا
من نسيجها الذهبي
وأغسلها بضوء القمر.
أنا هنا في الأعالي
أرى كلَّ شيء
أراكُم
أراني والفضاء
كصورةٍ معكوسةٍ في الجليد
أرى البحرَ كقطيفة زرقاء.
أرى وأرى ما لا يُرى.
سأكتب رسالتي هذه
وأرسلها عبر قوس قزح
لعلها تصلكم،
أيها الأرضيون!
ستروني كل ليلة كطفلة صغيرة
تقفُ على سطحِ القمر
تلوح لكم بيديها الصغيرتين
تعلمون!
لستُ طفلة، لكن هذا ما فعلته المسافات.