ولدتُ بعيبٍ خلقي؛
ثلاث عيون.
أمي انهارت
وأبي.. أنكرني.
في المدرسة سخروا مني
في العمل.. أيُ عمل؟
وهم يشترطون في طلبات التوظيف
حُسن المظهر!
في الشارع.. ها أنا أسير مع هذه العين،
ويبتعدون عني.
ويقتربون لرمي بعض النقود
حين أشعرُ بالثقلِ وأجلس على المقعد الخشبي في الحديقة.
حاولتُ..
حاولتُ بشدة أن أقنعهم أنني أصلحُ لشيء ما..
أن أُمثلَ مثلًا
أن ألعب دورَ تلك الجارة التي تُخيف أطفال الحي.
وفي مدينة الملاهي
يمكنني أن أكون ذلك الشبح
في غرفة الرعب
الذي يذهبون إليه
وهم على يقينٍ بأنه ينتظرهم أكثر منهم.
ويمكنني أيضًا أن أجلسَ هكذا.. بلا حراك
وآخذ أصدقائي المكفوفين في جولةٍ مع الريح.
لكن عبثًا.. لا يقتنعون.
جسدي مليءٌ بثقوبهم
أنا أكبرُ نايٍ متحركٍ
يسير بقدميه نحو الألم
ويحتضنُ كل هذه الرصاصات الفراغ.
بعينين جائعتين
أسيرُ نحو اللامكان
والعين الثالثة
هي الشِعر.